تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١١٠) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (١١١))
تفسير المفردات
الحق : هو الثابت الذي لا يزول ، والقرآن مشتمل على كثير من ذلك كدلائل التوحيد وتعظيم الملائكة ونبوة الأنبياء وإثبات البعث والقيامة ، وفرقناه : أي أنزلناه مفرقا منجما ، والمكث (بالضم والفتح) : التؤدة والتأنى ، والخرور : السقوط بسرعة ، والأذقان واحدها ذقن : وهو مجتمع اللحيين ، ادعوا الله أو ادعوا الرحمن : أي سموه بهذين الاسمين ، خفت الرجل بقراءته : إذا لم يبينها برفع الصوت ، وتخافت : القوم تسارّوا فيما بينهم.
المعنى الجملي
بعد أن أبان سبحانه أن القرآن معجز دالّ على صدق الرسول بقوله «قل لئن اجتمعت الإنس والجن» الآية ، ثم حكى عن الكفار أنهم لم يكتفوا بهذا المعجز ، بل طلبوا معجزات أخرى ، وأجابهم ربهم بأنه لا حاجة إلى شىء سواه ، وبأن موسى أتى فرعون وقومه بتسع آيات فجحدوا بها فأهلكوا ، فلو أتاكم محمد صلى الله عليه وسلّم بتلك المعجزات التي اقترحتموها ثم كفرتم بها أنزل عليكم عذاب الاستئصال ولم يكن ذلك من الحكمة التي أرادها ، لعلمه أن منكم من يؤمن ومنكم من لا يؤمن ، ولكن سيظهر من نسله من يكون مؤمنا ـ عاد هنا إلى تعظيم حال القرآن وجلالة قدره ، وبيان أنه هو الثابت الذي لا يزول ، وأنه أنزله على نبيه مفرّقا ليسهل حفظه وتعرف دقائق أسراره ، وأنكم سيان آمنتم به أولم تؤمنوا ، فإن من قبلكم من أهل الكتاب إذا تلى