فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً (١٦) وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (١٧) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً (١٨) وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (١٩) كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (٢٠) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (٢١))
تفسير المفردات
طائره : أي عمله ، سمى به إما لأنه طار إليه من عشّ الغيب ، وإما لأنه سبب الخير والشر كما قالوا : طائر الله لا طائرك ، أي قدر الله الغالب الذي يأتى بالخير والشر لا طائرك الذي تتشاءم به وتتيمن ؛ إذ جرت عادتهم بأن يتفاءلوا بالطير ويسمونه زجرا ، فإن مرّبهم من اليسار إلى اليمين تيمنوا به وسمّوه سانحا ، وإن مرّ من اليمين إلى اليسار تشاءموا منه وسموه بارحا ، كتابا : هو صحيفة عمله ، منشورا : أي غير مطوى ، حسيبا : أي حاسبا أي عادّا له يعد عليه أعماله ، والوزر : الإثم والذنب ، يقال منه وزر يزر فهو وازر وهى وازرة ، أي نفس وازرة ، والمترفون : هم المنعّمون من الملوك والعظماء ، أمرنا مترفيها ، أي أمرناهم بالطاعة ، ففسقوا : أي خرجوا عن الطاعة وتمردوا ، فحق عليها القول : أي وجب لها العذاب ، والتدمير : الإهلاك مع طمس الأثر ، والقرن : القوم يجمعهم زمان واحد ، وقد حدد بأر بعين سنة ، وبثمانين ، وبمائة ، والعاجلة : الدار