لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً (٦٩) وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً (٧٠))
تفسير المفردات
يزجى : أي يسوق حينا بعد حين ؛ والمراد أنه يجريه ، وفضله : هو رزقه ، والمراد بالضر : خوف الغرق بتقاذف الأمواج ، وضل : غاب عن ذكركم ، والخسف والخسوف :
دخول الشيء فى الشيء ؛ يقال عين خاسفة إذا غابت حدقتها فى الرأس ، وعين من الماء خاسفة : أي غائرة الماء وخسفت الشمس : أي احتجبت ، وكأنها غارت فى السحاب ، والحاصب : الريح التي ترمى بالحصباء والحجارة ، والقاصف : الريح تقصف الشجر وتكسره ، والتبيع : النصير والمعين ، وحملته على فرس : أي أعطيته إياها ليركبها.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فى الآية السالفة أنه هو الحافظ الكالئ للعبد المؤمن من غواية إبليس ، وأنه لا يستطيع أن يمسه بسوء ـ قفى على ذلك بذكر بعض نعمه تعالى على الإنسان التي كان يجب عليه أن يقابلها بالشكران لا بالكفران ، وهو الذي يرى دلائل قدرته فى البر والبحر ، فهو الذي يزجى له الفلك فى البحر لتنقل له أرزاقه وأقواته من بعيد المسافات ، لكنه مع هذا هو كفور للنعمة إذا مسه الضر دعا ربه ، وإذا أمن أعرض عنه وعبد الأصنام والأوثان ، فهل يأمن أن يخسف به الأرض ، أو يرسل عليه حاصبا من الريح فى البر ، أو قاصفا من الريح فى البحر فيغرقه بكفره ، وهل نسى أنه ضله على جميع الخلق ، وبسط له الرزق ، أفلا يفرده بالعبادة ويخبت له كفاء تلك النعم طاهرة عليه؟