للحجارة ذلك حتى عادت رجما كما كانت [١١٢٩].
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي ، أنا أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق ، وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأذريجاني ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعب ..... (١) ، قالوا : أنا أبو الحسن الداودي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي ، أنا عيسى بن عمر بن العباس السّمرقندي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن بن بهرام السّندي ، أنا عبد الله بن موسى ، عن إسماعيل بن عبد الملك ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال :
خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في سفر ، فكان لا يأتي البراز حتى يتغيب فلا يرى ، فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجر ولا علم فقال : «يا جابر اجعل في إداوتك ماء» ثم انطلق بنا ، قال : فانطلقنا حتى لا نرى ، فإذا هو بشجرتين بينهما أربع أذرع ، فقال : «يا جابر انطلق إلى هذه الشجرة فقل : يقل لكي الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما» فرجعت إليها ، فجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم خلفهما [حتى قضى حاجته] ثم رجعتا إلى مكانهما ، فركبنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم بيننا كأنما علينا الطير تظلنا ، فعرضت له امرأة معها صبي لها ، فقالت : يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرات [لا يدعه] ، قال : فتناول [رسول الله صلىاللهعليهوسلم] الصبيّ ، فجعله بينه وبين مقدم الرّحل ، ثم قال : «اخسأ عدو الله أنا رسول الله ، اخسأ عدو الله ، أنا رسول الله ـ ثلاثا ـ» ثم دفعه إليها ، فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان فعرضت لنا المرأة معها صبيّها ومعها كبشان تسوقهما ، فقالت : يا رسول الله اقبل مني هذين ، فو الذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد فقال : «خذوا منها واحدا وردوا عليها الآخر».
قال : ثم سرنا ورسول الله صلىاللهعليهوسلم بيننا كأنما علينا الطير تظلّنا ، فإذا جمل نادّ حتى إذا كان بين السماطين خرّ ساجدا ، فحبس رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال على الناس : «من صاحب الجمل؟» فإذا فتية من الأنصار ، قالوا : هو لنا يا رسول الله ، قال : فما شأنه؟ قالوا : استقينا عليه منذ عشرين سنة وكانت به شحيمة فأردنا أن ننحره فنقسمه بين غلماننا ، فانفلت منا ، قال : «بيعونيه» قالوا : لا ، بل هو لك يا رسول الله ، قال : «أمالي ، فأحسنوا
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل.