رسول الله صلىاللهعليهوسلم على الأعرابي فقال : واللّات والعزّى ما اشتملت أرحام النساء وأصلاب الرجال على ذي لهجة أكذب منك ولا أبغض إليّ منك ، ولو لا أن قومي يدعونني عجولا لقتلتك وأفسدت بقتلك الأسود والأبيض من بني هاشم ، فهمّ به علي بن أبي طالب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا علي ، أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا» فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا أعرابي بئس ما جئتنا به ، وسوء ما تستقبلني به ، والله إني لمحمود في الأرض ، أمين في السماء عند الله» فقال الأعرابي ورمى الضبّ في حجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : والله لا أؤمن بك حتى يؤمن بك هذا الضبّ ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بذنبه ثم قال : «يا ضبّ» ، قال : لبيك يا زين من وافى يوم القيامة ، قال : «من تعبد؟» قال : أعبد الله الذي في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنّة ثوابه ، وفي النار عذابه ، قال : «من أنا؟» قال : أنت محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلّاب حتى نسبه إلى إبراهيم الخليل عليهالسلام ، أنت رسول الله لا يحرم من صدّقك ، وخاب من كذّبك ، فولى الأعرابي وهو يضحك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أبا لله وآياته تستهزى» (١) ، فرجع إليه فقال : بأبي وأمي ليس الخبر كالمعاينة ، أنا أشهد بلحمي ودمي وعظامي أن لا إله إلّا الله ، وأنك رسول الله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «جئتنا كافرا وترجع مؤمنا ، هل لك من مال؟» قال : والذي بعثك بالحق رسولا ما في بني سليم أفقر مني ، ولا أقلّ شيئا مني ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «من عنده راحلة يحمّل أخاه عليها» فقام عدي بن حاتم الطائي فقال : يا رسول الله عندي ناقة وبراء حمراء عشراء إذا أقبلت دقّت ، وإذا أدبرت زفت ، أهداها إليّ أشعث بن وائل غداة قدمت معك من غزوة تبوك ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «لك عندي ناقة من درّة بيضاء» [١١٤٠].
هذا حديث غريب وفيه من يجهل حاله وإسناده ، غير متصل ، وقد روي أتم من هذا بإسناد ضعيف أيضا.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٢) ، أنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني من ساكني قرية نامين (٣) من ناحية بيهق قراءة عليه من أصل كتابه ، نا أبو
__________________
(١) في مختصر ابن منظور ٢ / ١٤٥ : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنا لله وإنا به نستهدي.
(٢) الخبر في دلائل البيهقي ط بيروت ٦ / ٣٦.
(٣) في ياقوت : نامين بكسر الميم ثم ياء ساكنة ونون ، جمع نام : موضع ، ولم يحدده.