يوم طول مقامه خمسة آلاف ناقة ، وخمسة آلاف بقرة ، وعشرين ألف شاه (١) ، ويقول الحافظ السهيلي : وبيت المقدس بناه سليمان عليهالسلام ، وكان داود عليهالسلام قد ابتدأ مبناه فأكمله ابنه سليمان عليهالسلام ، واسمه إيلياء ، وتفسيره العربية : بيت الله (٢) ، ذكره البكري ، وفي الصحيح أنه وضع للناس بعد البيت الحرام بأربعين سنة ، وهذا يدل على أنه قد كان بنى أيضا في زمن إسحاق ويعقوب عليهماالسلام ، ولكن بنيانه على التمام وكمال الهيئة كان على عهد سليمان عليهالسلام (٣) ، ويقول الطبري في التاريخ : وأصاب بني إسرائيل في زمان داود طاعون جارف ، فخرج بهم إلى موضع بيت المقدس يدعون الله ويسألونه كشف ذلك البلاء عنهم ، فاستجيب لهم ، فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا ، وكان ذلك فيما قيل ، لإحدى سنة مضت من ملكه ، وتوفي قبل أن يستتم بناءه ، فأوصى إلى سليمان. باستتمامه ، وقتل القائد الذي قتل أخاه (يعني يوآب الذي قتل أبشالوم كما ذكرنا من قبل) فلما دفنه سليمان نفذ لأمره في القائد وقتله واستتم بناء المسجد ، ثم يتحدث الإمام الطبري بعد ذلك عن التعداد الذي قام به داود في بني إسرائيل ، والبلايا التي حاقت بالقوم بسببه ، كما أشرنا من قبل ، وأن داود استغفر ربه وطلب العفو عن بني إسرائيل ، فاستجاب الله لهم ورفع عنهم الموت ، فرأى داود الملائكة سالين سيوفهم يغمدونها ، يرتقون في سلم من ذهب عن الصخرة إلى السماء ، فقال داود : هذا مكان ينبغي أن يبنى فيه مسجد ، فأراد داود أن يأخذ في بنائه ، فأوحى الله إليه أن هذا بيت مقدس ، وأنك قد صبغت يديك في الدماء ، فلست ببانية ، ولكن ابن لك أملكه بعدك أسميه سليمان
__________________
(١) تفسير أبي السعود ٦ / ٢٧٨ ، وانظر تاريخ ابن خلدون ٢ / ١١٣.
(٢) قارن : (محمد بيومي مهران : إسرائيل الجزء الثاني ص ١١٥٥ ـ ١١٥٨ ، الإسكندرية ١٩٧٩).
(٣) مختصر تفسير ابن كثير ٢ / ٣٥٤ ، هامش / ١.