إسرائيل ، لأن الرب أحب إسرائيل إلى الأبد جعلك ملكا لتجري حكما وبرا» ، ثم انتهى بأن تبادل الملكان الهدايا ، «وأعطت الملك مائة وعشرين وزنة ذهب وأطيابا كثيرة جدا وأحجار كريمة لم يأت بعد مثل ذلك الطيب في الكثرة الذي أعطته ملكة سبأ للملك سليمان» ، وأعطى الملك سليمان لملكة سبأ كل مشتهاها الذي طلبت عدا ما أعطاها إياه حسب كرم الملك سليمان ، وذهبت إلى أرضها هي وعبيدها» (١).
على أن هناك فريقا من الباحثين إنما يجنح إلى أن زيارة ملكة سبأ لسليمان عليهالسلام ، إنما كانت لتوثيق العلاقات التجارية وتسهيل التعاون التجاري بينهما ، بل إن هناك من يزعم أن هذه الملكة لم تكن الحاكم الفعلي لبلادها (٢) ، ولكنها هي التي قامت بالزيارة ، ومن ثم فيمكن الاستنتاج من ذلك أنها هي التي رغبت في القيام بأعمال تجارية مع سليمان ، وربما كان ذلك لتنظيم سير القوافل التجارية والإشراف عليها ، على أن هناك من يرى أن سليمان هو الذي دعا ملكة سبأ لزيارته والإقامة فترة من الزمان في مكان ما من هضاب أدوم لمشاهدة عمال الملك وهم يستخرجون النحاس من المناجم الممتدة من هناك (٣).
وهكذا يبعد هؤلاء الباحثون عن الأهداف الحقيقية لزيارة ملكة سبأ لنبيّ الله سليمان عليهالسلام ، وإيمانها بدعوة النبي الكريم «قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين» (٤) ، يبعد الباحثون عن
__________________
(١) ملوك أول ١ / ١ ـ ١٣.
(٢) تكذب آيات القرآن الكريم هذا الادعاء ، كما يبدو ذلك واضحا من الآيات ٢٣ ـ ٣٥ ، ٤١ ـ ٤٢ ، ٤٤ من سورة النمل.
(٣) محمد بيومي مهران : إسرائيل ٢ / ٧٧٢ وكذا W. Albright, Archaeology and the Religion of Israel, ١٢٤.p ، ١٩٦٣K.M.Kengon ,Excavation in Jerusalem , ١٩٦٢ ، in PEQ ,F ٧.p ، ١٩٦٣ ، ٩٥. وكذا
(٤) سورة النمل : آية ٤٤.