نحن أولوا قوة وألوا بأس شديد ، والأمر إليك فانظري ما ذا تأمرين : قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ، وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ، فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ، ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون ، قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ، قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ، قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ، فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم كفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ، قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون ، فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو ، وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ، وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين ، قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير ، قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين» (١).
وتبدأ القصة بالنبي الملك سليمان عليهالسلام في موكبه الفخم الضخم ، من الجن والإنس ، ويتفقد عليهالسلام الطير ، فلا يجد الهدهد ،
__________________
(١) سورة النمل : آية ٢٠ ـ ٤٤ ، وانظر : تفسير الطبري ١٩ / ١٤٣ ـ ١٧٠ ، تفسير الطبرسي ١٩ / ٢٠٨ ـ ٢٣٠ ، تفسير روح المعاني ١٩ / ١٨٢ ـ ٢١٠ ، تفسير القرطبي ١٣ / ١٧٦ ـ ٢١٣ ، تفسير أبي السعود ٤ / ١٢٧ ـ ١٣٤ ، في ظلال القرآن ٥ / ٢٦٣١ ـ ٢٦٤٣ ، تفسير الكشاف ٣ / ١٤٢ ـ ١٥١ ، تفسير البيضاوي ٢ / ١٧٢ ـ ١٧٨ ، تفسير النسفي ٣ / ٢٠٧ ـ ٢١٥ ، تفسير الفخر الرازي ٢٤ / ١٨٨ ـ ٢٠٠ ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٥ / ١٠٤ ـ ١١٢ ، صفوة التفاسير ٢ / ٤٠٦ ـ ٤١٢ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٥٧٤ ـ ٥٨٦ ، تيسير العلي القدير لتفسير ابن كثير ٣ / ٣٢٠ ـ ٢٤٠ ، تاريخ الطبري ١ / ٤٨٩ ـ ٤٩٥ ، الكامل لابن الأثير ١ / ٢٢٤ ـ ٢٣٨ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ١١٣ ـ ١١٤ ، ابن كثير : البداية والنهاية ٢ / ١٨ ـ ٢٤.