الجنود ، وكذا الخيول ، الموجودة في الحصون التي أقامها ، بالمؤن والعلف ، فضلا عن إعاشة رجالات القصر الذين زاد عددهم عن أيام أبيه كثيرا (١).
وأيا ما كان الأمر ، فلقد كانت حدود المناطق الجديدة ، باستثناء أربع أو خمس حالات ، ليست متطابقة مع حدود القبائل الإسرائيلية ، مما يتفق وهدف سليمان من تحطيم البناء الحكومي الإقليمي المستقل ، وبالتالي يمكن أن يضعف النزعة الانفصالية بين القبائل الإسرائيلية ، وأن يؤلف منهم شعبا واحدا (٢) ، وعلى أي حال ، فلقد كان على كل منطقة من المناطق الجديدة «مشرفا» أو «وكيلا» عليه توزيع المسئولية الخاصة بالمئونة بين الملاك المختلفين ، وأن يراقب وصولها في الوقت المحدد ، وأن يجمعها في مدن الصوامع ، ثم يسلمها في أورشليم في الشهر المعين ، وكان على رأس هذا النظام موظفا أعلى يسمى «رئيس الوكلاء» لم تظهر وظيفته على أيام داود ، وإنما ظهرت ، ولأول مرة ، بين الموظفين الكبار في عهد سليمان ، ومن هنا كان الصدام بما يسمى حرية القبائل الإسرائيلية ، وذلك عن طريق التصرف في إنتاج زراعتهم ونتاج مواشيهم بطريقتهم الخاصة أو على حسب هواهم (٣).
ويبدو أن المدن الكنعانية التي كانت قد احتفظت باستقلالها حتى ذلك الوقت ، مثل دور ومجدو وتعنك وبيسان ، قد ضمت إلى مملكة إسرائيل ، أما منطقة يهوذا ، أو على الأقل الإقليم الجبلي منها ، فلا يبدو أنها كانت تكون جزءا من أي إقليم من الأقاليم الاثني عشر ، الأمر الذي يرى فيه بعض
__________________
(١) فؤاد حسنين : المرجع السابق ص ٢٣٧ ، أندريه إيمار ، وجانين إبوايه : المرجع السابق ص ٢٦٦ ، صموئيل ثان ٩ / ٩ ، ١٣ / ٢٣ ، ١٦ / ١ وما بعدها ، وكذاO.Eissfeldt ,op ـ cit ,P. ٥٩١.
(٢) ول ديورانت : المرجع السابق ص ٣٣٤ ، وكذاA.Lods ,op ـ cit ,P. ٣٧١.
(٣) M.Noth ,op ـ cit ,P. ٢١٣ ـ ٢١٢.