والمحطات التي تقع في فلسطين (١).
ونقرأ في التوراة أن سليمان عليهالسلام كان شغوفا بالخيل (٢) ، رغم أن رب إسرائيل ، فيما تروي التوراة ، كان قد حذر ملوك إسرائيل من الخيل والنساء والذهب (٣) ، غير أن سليمان إنما كان يرى أن «الفرس معدة ليوم الحرب» وإن كانت «النصرة نمن الرب» (٤) ، ومن ثم فقد اهتم سليمان عليهالسلام بالخيل كثيرا ، لأنها أداة الجهاد في سبيل الله ، فضلا عن أنها وسيلة كسب ، ومن ثم فإن دولة سليمان إنما كانت في تلك الفترة تحتكر تجارة الخيل تماما ، ذلك لأن كل طرق القوافل الهامة بين مصر وسورية وآسيا الصغرى كانت تمر بمملكة سليمان (٥).
وكانت مصر المصدر الرئيسي للخيل والمركبات ، ونقرأ في التوراة «وكان مخرج الخيل التي لسليمان من مصر ، وجماعة تجار الملك أخذوا جليبة بثمن ، وكانت المركبة تصعد وتخرج من مصر بست مائة شاقل من الفضة ، والفرس بمائة وخمسين» (٦) ، أي أن قيمة الحصان إنما كانت تساوي ربع قيمة العربة ، وربما كان ذلك لأن سليمان كان يتمتع في مصر بامتياز خاص ، ولأن صناع المركبات المصريين إنما كانوا على درجة عالية من المهارة في صنع المركبات ذات العجلتين الخاصة بالصيد والحرب ، كما كانوا يستوردون الخشب المتين من فينيقيا وسورية ، وهذا يفسر لنا الفرق بين
__________________
(١) فيليب حتى : المرجع السابق ص ٢٠٧ ، فؤاد حسنين : المرجع السابق ص ٢٣٨.
(٢) ملوك أول ١٠ / ٢٦ ـ ٢٩ ، أخبار أيام ثان ١ / ١٤ ـ ١٧.
(٣) تثنية ١٧ / ١٦ ـ ١٧.
(٤) سفر الأمثال ٢١ / ٣١.
(٥) Werner Keller ,The Bible As History , ٢٠٧.p ، ١٩٦٧.
(٦) ملوك أول ١٠ / ٢٨ ـ ٢٩.