أرض أدوم (١)» ، وقد كشف في تل الخليفة «عصيون جابر» (٢) مسامير كبيرة من الحديد أو النحاس الممزوج بالحديد ، وقطع من حبال غليظة وكتل من القار لضم السفن ، وأخرى من الصمغ لطلائها ، وكان من الممكن قطع الأخشاب اللازمة من غابات البلوط التي كانت توجد في أدوم في ذلك الوقت (٣) ، ومع ذلك ، ورغم وجود غابات كثيرة من النخيل في مجاورات هذا المكان ، إلا أنه لا توجد الأخشاب اللازمة لأغراض البناء ، ومن ثم فقد أرسل «حيرام» الصوري الأخشاب التي حملها ثمانية آلاف من الرجال ، بنى بها أسطول من عشر سفن ، وقد عرفنا الكثير عن هذا الأسطول حتى أسماء ربانية من الفينيقيين (٤) ، كما عرفنا كثيرا عن أسطول منفصل لحيرام ، أبحر مع أسطول سليمان إلى «أوفير» ، وأتى من هناك بالذهب والأخشاب النادرة والأحجار النفيسة ، وكل ما هو نادر وغريب (٥) ، هذا وقد كشف قرب «تل أبيب» ـ Tel) (Aviv عن «أوستراكا» ترجع إلى ما بين عامي ٩٠٠ ، ٨٠٠ قبل الميلاد ، وعليها نص يقول : «ذهب أوفير من أجل بيت حورن» (٦).
__________________
(١) ملوك أول ٩ / ٢٦.
(٢) كان يظن من قبل أن «عصيون جابر» تقع عند «عين الغديان» في قعر وادي العربة ، غير أن بعثة أمريكية ، برياسة نلسون جلوك ، قد كشفت موقعها في «تل الخليفة» على مبعدة ٢١ كيلا من ساحل البحر على الطرف الشمالي لخليج العقبة على مقربة من ميناء «إيلات» الحالي ، في منتصف الطريق بين مدينة العقبة والطرف الشرقي من خليج العقبة ، و «أم الرشراش» على الطرف الغربي ، وقد عرفت عصيون جابر فيما بعد باسم «برنيسا» (Pernice) ، فيما يرى البعض ، ثم أعاد «عزايا» ملك يهودا بناءها باسم إيلات (أنظر : N. Glueck, The other side of the Jorden, New ـ Haven, ١١٣ ـ ٥٠.p ، ١٩٤٠ وكذاK.M.Kenyon ,op ـ cit ,P. ٢٥٧ وكذا. W Albright, The Archaeology of Palestine, P. ١٢٨ ، ١٢٧ ، ٤٤ وكذاJ.Hastings ,op ـ cit ,P. ٢٥٣ وكذاJ.Hornell ,Antiquity , ٦٦.p ، ١٩٤٧ ، ٢١.
(٣) جورج فضلو حوراني : المرجع السابق ص ٣٤.
(٤).W.Keller ,op ـ cit ,P. ٢٠١.
(٥) ملوك أول ١٠ / ١١ ـ ١٢.
(٦). B. Mailer, Two Hebrew Ostraca from Tell ـ Qasile, JNES, F ٢٦٥.p ، ١٩٥١ ، ١٠ وكذا