ولعل سؤال البداهة الآن : أين تقع أوفير؟
لقد قام ، وما يزال ، جدل طويل حول أوفير هذه ، وهناك دائما من يزعم أنه وجدها في شرق إفريقيا ، فهناك «كارل ماوخ» الذي وصل إلى أنقاض مدينة أحد المعابد في عام ١٨٦٤ م ، على حدود روديسيا الجنوبية وموزامبيق في شرق إفريقية ، وهناك «ستنبرج» الذي اكتشف بعد ذلك بخمسة عشر عاما ، وعلى مبعدة أميال قليلة إلى الجنوب من المكان الأول ، محلات للتعدين من عصر ما قبل المسيحية ، ظن أنها كانت تتصل بمعبد المدينة ، وفي عام ١٩١٠ م صوّر الرحالة الدكتور «كارل بطرس» نقوشا من هذا الموقع يزعم المتخصصون أنهم لاحظوا فيها ملامح فينيقية عربية (١) ، وهناك وجه آخر للنظر يذهب صاحبه (وليم أولبرايت) أن أوفير في الصومال ، ويتفق هذا مع رواية التوراة عن طول الوقت الذي يلزم للوصول إلى أوفير ، حيث تقول «فكانت سفن ترشيش تأتي مرة كل ثلاث سنوات» (٢) ، ثم يقترح «أولبرايت» بعد ذلك أن الأسطول ربما كان يبحر من عصيون جابر في نوفمبر أو ديسمبر من السنة الأولى ، ويعود في مايو أو يونية من السنة الثالثة وبهذا يتجنب الجو الحار ، قدر استطاعته ، وأن الرحلة في هذه الحالة لا تأخذ أكثر من ثمانية عشر شهرا ، هذا فضلا عن أن طبيعة السلع (الذهب والفضة والعاج والقرود) تشير إلى إفريقية من الواضح أنه كمكان إنما هو الأصل (٣).
وهناك وجه ثالث للنظر يحاول أن يوحّد «أوفير» ببلاد «بونت» (٤)
__________________
ـ Syria XXVI , ١٥٧.p ، ١٩٤٩ ، وأما بيت حورن ، فيعني المغارة ، ويطلق على قريتين على حدود أفرايم وبنيامين ، ومكانهما على مبعدة ١٢ ميلا شمال القدس ، ويسميان بيت عور الفوقانية وبيت غور التحتية (قاموس الكتاب المقدس ١ / ٢٠٢).
(١) W.Keller ,op ـ cit ,P. ٢٠٢ ـ ٢٠١.
(٢) ملوك أول ١٠ / ١٢.
(٣) W.Keller ,op ـ cit ,P. ٤٣٤.
(٤) H.R.Hall ,op ـ cit ,P. ٤٥٤.