هي دخيلة في اللغة العبرية من بعض لغات أخرى مثل «السنسكريتية» (١) ، على أن الخيال ذهب بالبعض إلى أن يذهب أن أوفير إنما تقع في ولاية «الأمازون» البرازيلية في أمريكا الجنوبية ، اعتمادا على أن هناك حتى اليوم في ولاية الأمازون أمكنة كثيرة حافظت على أسماء عبرية وفينيقية ، كما أن السلع التي نقلتها سفن سليمان وحليفه حيرام من أوفير إلى أورشليم وصور وصيدا ، يوجد نماذج كثيرة منها هناك ، كما أن أسماءها ليست عبرية أو فينيقية ، وإنما هي من صميم لغة سكان الأمازون ، فضلا عن أن اسم «سوليمونس» الذي يحمله أحد فروع الأمازون ، إنما هو اسم الملك سليمان نفسه ، وقد أطلقه على النهر الكبير أحد أفراد الأسطول تيمنا بالملك العظيم (٢) ، وهكذا يصل الخيال بالبعض إلى هذا الحد ، إلى أن تكون أوفير في أمريكا الجنوبية.
وهناك وجه سابع للنظر يذهب إلى أن «أوفير» إنما تقع في «عسير» ، وثامن يرى أنها في مدين ، ورجح كثيرون أنها على سواحل بلاد العرب الغربية أو الجنوبية ، على أساس أن هذه الأماكن أقرب إلى الوصف الوارد في التوراة من غيرها (٣) ، هذا وقد ذكر الهمداني في معاد اليمامة موضعا سماه «الحفير» فقال : «ومعدن الحفير بناحية عماية ، وهو معدن ذهب غزير» ووجود الذهب بغزارة في الحفير إنما ينطبق على وصف أوفير إلى حد كبير ، إلا أن هذا الموضع بعيد عن البحر ، ولكن من يدري فلعل كتبة التوراة لم يكونوا على معرفة بموقع أوفير ، وإنما سمعوا بذهبه الذي يتاجر به العرب
__________________
(١) Ernest Renan, Histoire du Peuple d\'Israel, Paris, ١٢٢.p ، ١٨٨٧ وكذاJ.Finegan ,op ـ cit ,P.١٨١.
(٢) الأب أميل أدة : الفينيقيون واكتشاف أمريكا ـ بيروت ١٩٦٩ ص ٢٤ ـ ٢٥.
(٣) جواد عل : المرجع السابق ١ / ٦٣٩ ، وكذاJ.B.Montgomery ,op ـ cit ,P. ٣٨ وكذا ، B.Moritz op ـ cit ,p.٧ وكذا R. F. Burton, The Gold Mines of Midian, Sikzze, II, P. ٣٤٧.