استعادة بعض البقاع التي كانت خاضعة لداود ، وأصبح ملك سليمان في غرب الأردن فقط (١) (فلسطين) ، وأصبح الفلسطينيون الهند وأوربيون في غزو وما بعدها في نجوة من سلطانه ، هذا فضلا عن أن ممالك وملوك شعوب شرق الأردن إنما كانوا يمارسون سلطانهم المحلي بعيدا عن قبضة سليمان ، مما يدل على أن هذه الممالك والشعوب التي كان داود قد أخضعها في شرق الأردن وسورية الآرامية قد تفلتت من سيادته ، كما تفلت الفلسطينيون منها كذلك (٢).
وعلى أي حال ، فإن النبي الكريم ما أن ينتقل إلى جوار ربه ، راضيا مرضيا عنه ، حتى يستولي «شيشنق الأول» أول فراعنة الأسرة الثانية والعشرين (٩٤٥ ـ ٧٣٠ ق. م) على أورشليم ، ويأخذ معظم ما فيها من كنوز (٣) ، وسواء أكانت حملة شيشنق هذه ، فيما يرى البعض (٤) ، بسبب استنجاد «يربعام» زعيم الثوار الإسرائيليين بمصر ، ضد بيت سليمان ، أو أنها كانت ، فيما يرى آخرون ، لإعادة سورية وفلسطين إلى حظيرة الامبراطورية المصرية (٥) ، فإن التدخل المصري في إسرائيل ، في أعقاب موت النبي الكريم ، إنما أدى إلى احتلال معظم مدن فلسطين ، والاستيلاء على خزائن معبد سليمان وقصره (٦) ، بل إن التوراة نفسها (٧) إنما تشير إلى خضوع
__________________
(١) C.Roth ,A short History of the Jewish People , ٢١.p ، ١٩٦٩.
(٢) محمد عزة دروزة : المرجع السابق ص ٢٦٢ ـ ٢٦٣.
(٣) H.G.Wells ,A Short History of the World , ٧٧ ـ ٧٦.p ، ١٩٦٥.
(٤) A.Lods ,op ـ cit ,P. ٣٧٥ ـ ٣٧٤ وكذاC.Roth ,op ـ cit ,P. ٣١ وكذاH.R.Hall ,op ـ cit ,P. ٤٣٧ ـ ٤٣٦.
(٥) A.H.Gardiner ,op ـ cit ,P. ٣٣٠ ـ ٣٢٩.
(٦) ملوك أول ١٤ / ٢٥ ـ ٢٧.
(٧) أخبار أيام ثان ١٢ / ١٨.