«يهوذا» التي كانت من نصيب رحبعام بن سليمان ، للامبراطورية المصرية ، أو على الأقل ، فإن معظم المدن هناك إنما كانت تقوم بدفع الجزية لمصر ، وأما الدويلة الأخرى (إسرائيل) فقد أصبحت تحت النفوذ المصري تماما (١).
على أن فريقا آخر يذهب أصحابه من المؤرخين المسلمين إلى ملك واسع لسليمان عليهالسلام ، وربما بغير حدود ، بل إن المصادر الإسلامية إنما تزعم لدولة سليمان ما لم تزعمه لها المصادر اليهودية نفسها ، ذلك أن التوراة رغم المبالغات المعروفة عنها ، إنما تذهب إلى أن مملكة إسرائيل في أقصى اتساع لها ، وفي أزهى عهودها ، إنما كان «من دان إلى بئر سبع» (٢) (ودان تقع عند سفح جبل حرمون عند تل القاضي ، على مبعدة ثلاثة أميال غربي بانياس) (٣) من الشمال إلى الجنوب ، وأما من الشرق إلى الغرب ، «فمن النهر (الأردن) إلى أرض فلسطين وإلى تخوم مصر» (٤) ، وهي حدود تشمل فلسطين بالكاد ، ومع ذلك فإن بعض المصادر العربية تجعل سليمان عليهالسلام واحدا من أربعة ملكوا الدنيا كلها (نمرود وبختنصر وهما كافران ، وسليمان بن داود وذو القرنين وهما مؤمنان) (٥) ، بل إن الخيال ليذهب بالبعض الآخر إلى أن يجعل عاصمة سليمان بعيدا في إيران ، حيث
__________________
(١) S.A.Cook ,op ـ cit ,p. ٣٥٩.
(٢) قضاة ٢٠ / ١ ، صوئيل أول ٣ / ٢٠ ، صموئيل ثان ٢٤ / ١٥ ، أخبار أيام أول ٢١ / ٢ ، وكذاM.F.Unger ,op ـ cit ,P. ٢٣٦.
(٣) قاموس الكتاب المقدس ١ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.
(٤) ملوك أول ٤ / ٢١ ، ثم قارن ملوك أول ٩ / ١١.
(٥) أنظر : تاريخ الطبري ١ / ٢٣٤ ، الكامل لابن الأثير ١ / ٥٤ ، البداية والنهاية ١ / ١٤٨ ، ثم أنظر مناقشتنا لهذا الاتجاه (محمد بيومي مهران : دراسات تاريخية من القرآن الكريم ١ / ١١٦ ـ ١١٩).