اتخذ من «اصطخر» (التي ينسبون إليه أو إلى الجن المسخر بأمره ، أمر بنائها) ، مقرا لحكمه ، بينما يذهب فريق ثالث إلى أن ملك سليمان إنما قد وصل إلى اليمن (١).
وفي عام ١٩٨٦ م صدر كتابان ، يزعم الأول منهما أن دولة داود وسليمان عليهماالسلام إنما قامت في غرب شبه الجزيرة العربية (من الطائف وحتى نجران) ، وليست في فلسطين ، وكما تقول التوراة «من دان إلى بئر سبع» غير أن «دان» فيما يزعم المؤلف ، ليست هي المدينة التي تقع عند سفح جبل حرمون عند تل القاضي ، حيث منابع الأردن ، على مبعدة ثلاثة أميال من بانياس ، كما هو معروف ، وإنما هي «الدنادنة» في تهامة زهران ، وأن «بئر سبع» ليست هي المدينة المعروفة في جنوب فلسطين ، وإنما هي الشباعة في مرتفعات خميس مشيط ، ومن ثم فإن دولة داود وسليمان ، فيما يزعم المؤلف ، إنما تمتد من «الدنادنة» في تهامة زهران جنوب وادي أضم ، وحتى شباعة في مرتفعات خميس مشيط ، شرقي رجال ألمع ، وأما عاصمة الدولة القدس (أورشليم) فيذكر المؤلف رواية التوراة أن داود عليهالسلام نقل عاصمته من حبرون إلى أورشليم ، لكنه يزعم أن هناك خمسة أماكن تسمى «حبرون» ما تزال تحمل اسم «خربان» على المنحدرات البحرية لعسير ، ومن الأمكنة الخمسة يختار المؤلف قرية «الخربان» الحالية في منطقة المجاردة ، كعاصمة أولى لداود ، وهي نفسها ، فيما يزعم ، حبرون إبراهيم عليهالسلام ، وليست «حبرون» المشهورة في فلسطين ، وهي مدينة الخليل الحالية ، على مبعدة ١٩ كيلا شمال القدس ، وأما «أورشليم» فهي ليست ،
__________________
(١) ياقوت الحموي : معجم البلدان ١ / ٢١١ (بيروت ١٩٥٥) ، دائرة المعارف الإسلامية ٣ / ٤٥٨ ـ ٥٦٩ (دار الشعب ـ القاهرة ١٩٧٠) علي إمام عطية : الصهيونية العالمية وأرض الميعاد ص ٧١ ـ ٧٢.