إسرائيل إلى جبل الكرمل ، حيث يلتقي هناك سدنة البعل ، وعددهم ٤٥٠ سادنا ، وكذا سدنة السواري (١) الذين يعيشون على مائدة إيزابيل ، عددهم ٤٠٠ سادنا ، وأصدر أخاب أمره الملكي باستدعاء «جميع بني إسرائيل وجميع الأنبياء إلى الكرمل» ، وطلب منهم إيليا أن يدعو بعولهم وأصنامهم أن تنزل عليهم المطر ، فإن استجابت ، فهم على حق ، وإن لم تستجب ، فهم على باطل ، فدعوا فلم تستجب لهم ، ودعا إيليا ربه فاستجاب له ، وأرسل الله المطر فأغاثهم ، فحييت بلادهم وفرج عنهم ما كانوا فيه من البلاء ، ثم أمر إيليا القوم أن «امسكوا أنبياء البعل ، ولا يفلت منهم رجل ، فأمسكوهم فنزل بهم إيليا إلى نهر «ميشون» (نهر المقطع في وسط سهل مرج ابن عامر) وذبحهم» ، وتسمع إيزابيل بما حدث ، وفي غضب مرير تنذر قتل إيليا ، (انتقاما منه لقتله كهنة البعل ، ولكن إيليا يترك إسرائيل إلى جبل حوريب ، بعد أن يعهد إلى حواريه «اليسع» الذي يتولى الدعوة من بعده (٢).
هذا وقد اختلفت المصادر العربية في عبادة البعل (٣) ومكانها ، قال ابن
__________________
(١) انظر عن السواري وأهميتها الدينية في إسرائيل (محمد بيومي مهران : إسرائيل ٤ / ١٢٣ ـ ١٢٤).
(٢) ملوك أول ١٨ / ١ ـ ١٩ / ١٧ ، وانظر : تاريخ الطبري ١ / ٤٦٢ ـ ٤٦٤ (بيروت ١٩٨٤).
(٣) البعل : وجمعه بعليم أو بعاليم ، وهو اسم سامي بمعنى ، «سيد أو رب أو زوج» ، وقد جرى بعض الباحثين على اعتبار «بعل» إلها وثنيا معينا ، وهذا فيما يرى كونتنو ، خلط يحسن أن يزول ، فإن اللفظ يطلق على الآلهة الوثنية بوجه عام ، فيما عدا إطلاقه في نصوص رأس الشمرا على الإله الوثني الأكبر «بعل» ، فيقال ، فيما عدا ذلك ، بعل هذا الإقليم أو ذاك مثل بعل صور ، وبعل لبنان ، بمعنى سيد صور وسيد لبنان ، وبما أنه كان لأغلب المدن الفينيقية بعولة يقدسونها ، فكل بعل يوصف في الغالب باسم المكان الذي يعبد فيه ، مثل «بعل روش» (سيد الرأس) وبعل آسافون (سيد الشمال) وبعل شمين (سيد السماوات) ، وبعل لبنان (سيد لبنان) ، كما كان الاسم من أسمائه يبتدئ غالبا ببعل وينتهي باسم تلك البلاد أو المدينة الموجود فيها أو بشيء ينسب إليه ، مثل بعل فعور ، وبعل زبوب ، وبعلبك ، وكان بعل إلها وثنيا كنعانيا فينيقيا ، وهو ، في عقيدة القوم ، ابن الإله إيل ، وزوج الآلهة بعلة أو عشيرة أو عنات ـ