وقال ابن إسحاق : سمعت بعض أهل العلم يقول : ما كان بعل إلا امرأة يعبدونها من دون الله ، يقول الله لمحمد : (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) ـ إلى قوله : (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) ، فجعل إلياس يدعوهم إلى الله ، وجعلوا لا يسمعون منه شيئا ، ألا ما كان من ذلك الملك ، والملوك متفرقة بالشام ، كل ملك له ناحية منها يأكلها ، فقال ذلك الملك الذي كان إلياس معه يقوّم له أمره ، ويراه على هدى من بين أصحابه ، يوما يا إلياس : والله ما أرى ما تدعو إليه إلا باطلا ، والله ما أرى فلانا وفلانا ، يعدّد ملوكا من ملوك بني إسرائيل قد عبدوا الأوثان من دون الله ، إلا على مثل ما نحن عليه ، يأكلون ويشربون وينعمون مملكين ، ما ينقص دنياهم أمرهم الذي تزعم أنه باطل ، وما نرى لنا عليهم من فضل ، فيزعمون والله أعلم ، أن إلياس استرجع وقام شعر رأسه وجلده ، ثم رفضه وخرج عنه ، ففعل ذلك الملك فعل أصحابه : عبد الأصنام ، وصنع ما يصنعون ، فقال إلياس : اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا أن يكفروا بك ، والعبادة لغيرك فغيّر ما بهم من نعمتك» ، قال (أي ابن إسحاق) فذكر لي أنه أوحى إليه : إنا قد جعلنا أمر أرزاقهم بيدك وإليك ، حتى تكون أنت الذي تأذن في ذلك ، فقال إلياس : اللهم فامسك عليهم المطر ، فحبس عنهم ثلاث سنين ، حتى هلكت الماشية والهوام والدواب والشجر وجهد الناس جهدا شديدا ، وفي رواية عن وهب ابن منبه : أنهم سألوه أن يكشف ذلك عنهم ووعدوه الإيمان ، أن هم أصابهم المطر ، فدعا الله تعالى لهم فجاءهم الغيث ، فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر فسأل الله أن يقبضه إليه ، وكان قد نشأ على يديه «اليسع بن أخطوب» عليهماالسلام ، فأمر إلياس أن يذهب إلى مكان كذا وكذا ، فمهما جاءه فليركبه ولا يهبه ، فجاءته فرس من نار ، فركب وألبسه الله تعالى النور وكساه الريش ، وكان يطير مع الملائكة إنسيا سماويا أرضيا ، وفي تفسير النسفي : قيل في إلياس والخضر إنهما حيان ، وقيل إلياس وكل بالفيافي ،