فورد على أمر عظيم ، وقمنا فانصرفت فقال لى : قد ورد عليك هذا الامر؟ فقلت : اعجب منه ، قال : مثل أي شئ. فقلت ، لانه سر لم يعلمه الا الله تعالى وغيري ، فقد اخبرني به ، فقال ، أتشك في امر الناحية؟ اخبرني الان ما هو ، فأخبرته فعجب منه ، ثم قضى أن عدنا إلى الكوفة فدخلت دارى ، وكانت أم ابى العباس مغاضبة لى في منزل اهلها ، فجاءت إلى فاسترضتنى ، واعتذرت ووافقتنى ولم تخالفتنى حتى فرق الموت بيننا.
واخبرني بهذه الحكاية جماعة عن أبى غالب احمد بن محمد بن سليمان الزرارى رحمهالله اجازة ، وكتب عنه أبو الفرج محمد بن المظفر في منزله بسويقة غالب في يوم الاحد لخمس خلون من ذى القعدة سنة ست وخمسين وثلثمأة ، قال : كنت تزوجت بام ولدى ، وهى اول امرأة تزوجتها وأنا حينئذ حدث السن وسنى إذ ذلك دون العشرين سنة ، فدخلت بها في منزل أبيها ، فأقامت في منزل أبيها سنين وأنا اجتهد بهم في ان يحولوها إلى منزلي ، وهم لا يجيبون إلى ذلك فحملت منى في هذه المدة وولدت بنتا فعاشت مدة ، ثم ماتت ، ولم احضر في ولادتها ولا في موتها ولم ارها منذ ولدت إلى ان توفيت للشرور التى كانت بينى وبينهم ، ثم اصطلحنا على انهم يحملونها إلى منزلي ، فدخلت إليهم في منزلهم ودافعوني في نقل المرأة إلى ، وقدر أن حملت المرأة مع هذه الحال ، ثم طالبتهم بنقلها إلى منزلي على ما اتفقنا عليه ، فامتنعوا من ذلك فعاد الشر والمضارمة سنين لا آخذها ، ثم دخلت بغداد ، وكان الصاحب بالكوفة في ذلك الوقت أبو جعفر محمد بن احمد الزجوزجى رحمهالله وكان لى كالعم أو الوالد فنزلت عنده ببغداد وشكوت إليه ما أنا فيه من الشرور الواقعة بينى وبين الزوجة وبين الاحماء ، فقال لى : تكتب رقعة وتسأل الدعاء فيها ، فكتب رقعة وذكرت