لم يزل خلفاء الجور يحاولون القبض على خواص اصحاب الائمة عليهمالسلام وتشديد الامر عليهم حتى يتفرق الشيعة من حول الائمة عليهمالسلام وكانوا يفتشون عن احوالهم ولذلك قد صدر لحفظ جماعة منهم طعون من الائمة عليهمالسلام كما صدر لحفظ زرارة بن اعين طعون ذكرها الكشى في رجاله وقد اخبر الامام الصادق عليهالسلام بانها كانت لحفظه وصيانته من العدو رواه الكشى وغيره. وكان الامر كذلك على هؤلاء حتى قدم الحجاج الكوفة.
ولما قدم الحجاج الثقفى اللعين إلى الكوفة قال : لا يستقيم لنا الملك ، ومن آل اعين رجل تحت الحجر ، فاختفوا وتواروا ، فلما اشتد الطلب عليهم ظفر بعبد الرحمان بن اعين هذا المفتى من بين اخوته ، فادخل على الحجاج ، فلما بصربه قال : لم تأتوني بآل اعين ، وجئتموني بزبارها ، وخلى سبيله وكان كل واحد منهم فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن اعين ، فكان يتعاطى الفتوى إلى ايام الحجاج. رواه الحسين بن عبيدالله الغضائري في التكلمة ص ١٠٠.
وكان من موضع آل اعين في الكوفه ومنزلتهم في الشيعة ان لهم مسجدا دخل فيه أبو عبدالله الصادق عليهالسلام وصلى فيه ، وكان من المساجد الممدوحة بالكوفة ولهم محلة ، ودرب تعرفان بهم ، ودورهم متقاربة.
قال أبو غالب في الرسالة (١٨) : ولهم مسجد الخطة (الحنطة. خ) يصلون فيه وقد دخله سيدنا أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام ، وصلى فيه.
وفي هذه المحلة دور بنى اعين متقاربة ، وقد بقى منها إلى هذا الوقت