ولا شك ان الذى يثبت المصحف امامته من ولد ابى عبدالله عليهالسلام ، هو أبو الحسن موسى عليهالسلام.
السبب الثاني لاظهار زرارة الشك في امامة ابى الحسن عليهالسلام بعد وضوح الحق عنده : انه شك في وجوب اظهار الحق ، والنص على امامته لشدة التقية ، كما ان الائمة عليهمالسلام كانوا يكتمون امر الامام من بعدهم للتقية ، وقد كان الخوف على الامام من بعده وعلى الشيعة ومن قال بامامة ابى الحسن عليهالسلام ، وأعلامهم ووأعيانهم شديدا ، فارسل ابنه للسؤال عنه عليهالسلام.
فقد امر المنصور العباسي وإلى المدينة بتربص الدوائر واحداق العيون والجواسيس لتعرف الخبر واستعلام من اهل للامامة من بعد ابى عبدالله عليهالسلام فيقتل في الوقت حتى لا يتم للشيعة بعده امر الامامة. قال أبو ايوب الخوزى : بعث إلى أبو جعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه وهو جالس على كرسى ، وبين يديه شمعة ، وفي يده كتاب ، فلما سلمت عليه رمى الكتاب إلى وهو يبكى وقال هذا كتاب محمد بن سليمان يخبر نا ان جعفر بن محمد (عليهالسلام) قد مات ، فانا لله وانا إليه راجعون ، ثلاثا ، وأين مثل جعفر ، ثم قال لى : اكتب ، فكتبت صدر الكتاب ثم قال : اكتب : ان كان اوصى إلى رجل بعينه فقدمه واضرب عنقه.
قال : فرجع الجواب إليه : انه قد أوصى إلى خمسة : احدهم أبو جعفر المنصور ومحمد بن سليمان وعبد الله وموسى ابني جعفر ، وحميدة. فقال المنصور : ليس إلى قتل هؤلاء سبيل.
وقال داود بن كثير الرقى : أتى اعرابي إلى أبى حمزة الثمالى ، فسأله خبرا فقال : توفى جعفر الصادق عليهالسلام فشهق شهقة واغمى عليه ، فلما أفاق قال : هل أوصى