وكأنه محذوف الجار : أى يغرندى على ، ويسرندى على : أى يغلب ويتسلط
واعلم أن المعانى المذكورة للأبنية المذكورة ليست مختصة بمواضيها ، لكنه إنما ذكرها فى باب الماضى لأنه أصل الأفعال
قال : «المضارع بزيادة حرف المضارعة على الماضى ؛ فإن كان مجرّدا على فعل كسرت عينه أو ضمّت أو فتحت إن كان العين أو اللّام حرف حلق غير ألف ؛ وشذّ أبى يأبى ، وأمّا قلى يقلى فعامريّة (١) وركن
__________________
جنى والسخاوى وابن هشام ، ولم ينسبه واحد منهم ، ويروى : ـ
قد جعل النّعاس يغرندينى |
|
أدفعه عنّى ويسرندينى |
ويغرندينى ويسرندينى كلاهما بمعنى يغلبنى ؛ وقد اختلف العلماء فى تخريجه ، فجعله جماعة كالمؤلف من باب الحذف والايصال ، وجعله ابن هشام شاذا ، وجعله ابن جنى صحيحا لا شذوذ فيه ، وقسم افعنلى إلى متعد ولازم ، قال : «افعنليت على ضربين متعد وغير متعد ، فالمتعدى نحو قول الراجز (وذكر البيت) ، وغير المتعدى نحو قولهم : احرنبى الديك» اه ومثله للسخاوى فى شرح المفصل ، والجوهرى فى الصحاح.
(١) الذى فى اللسان : «قلاه يقليه (كرماه يرميه) ، وقليه يقلاه (كرضيه يرضاه). وحكى سيبويه قلاه يقلاه (كنهاه ينهاه) قال : وهو نادر ، وله نظائر حكاها ، شبهوا الألف بالهمزة ، وحكى ابن الأعرابى لغة رابعة وهى قلوته أقلوه (كدعوته أدعوه) ، وأنكرها ابن السكيت فقال : يقال قلوت البر والبسر وبعضهم يقول قليت ، ولا يكون فى البغض إلا قليت» اه كلامه ملخصا. وقوله «وله نظائر» منها أبى يأبى ، وغشى يغشى ، وشجى يشجى ، وجبى يجبى ، كل هذه قد جاءت فى بعض اللغات بفتح عين الماضى والمضارع. وقوله : «شبهوا الألف بالهمزة» هذا وجه آخر غير الذى ذكره المؤلف ، وحاصله أن فتح العين فى الماضى ليس للاعلال ولكن لاقتضاء ما أشبه حرف الحلق إياها ، وسيأتى بيان ما ذكره المؤلف