حذف الواو ، ويجوز أن يكون ضمّه أصليا حذف منه الواو لكون الكلمة بالضمة بعد الواو أثقل منها بالكسرة بعدها
قوله «ولزموا الضم فى المضاعف المتعدى» نحو مدّ يمدّ ، وردّ يردّ ، إلا أحرفا جاءت على يفعل أيضا ، حكى المبرد علّه يعله وهرّه يهرّه : أى كرهه ، وروى غيره نمّ الحديث ينمّه ، وبتّه يبتّه ، وشدّه يشدّه ، وجاء فى بعض اللغات : حبّه يحبّه ، ولم يجىء فى مضارعه الضم
وما كان لازما فانه يأتى على يفعل بالكسر ، نحو عفّ يعفّ ، وكلّ يكلّ ـ إلا ما شذ من عضضت تعضّ على ما ذكرنا ، وحكى يونس أنهم قالوا : كععت ـ أى : جبنت ـ تكعّ بالفتح فيهما (١) وتكعّ بالكسر أشهر ؛ فمن فتح فلأجل حرف الحلق ، قال سيبويه : لما كان العين فى الأغلب ساكنا بالإدغام لم يؤثر فيه حرف الحلق كما أثر فى صنع يصنع. ومن فتح فلأنها قد تتحرك فى لغة أهل الحجاز ، نحو : لم يكعع وفى يكععن اتفاقا كيصنع ويصنعن
قال : «وإن كان على فعل فتحت عينه أو كسرت إن كان مثالا ، وطيّىء تقول فى باب بقى يبقى : بقى يبقى ، وأمّا فضل يفضل ونعم ينعم فمن التّداخل»
__________________
وظاهر كلام ابن جنى وابن عصفور أن الشذوذ فى يجد من جهة ضم العين لا من جهة حذف الفاء لأن العين على كلامهما مكسورة فى الأصل فيتحقق مقتضى الحذف ، فيكون قياسيا ، ويجوز كما قال المؤلف أن تكون الضمة أصلية لا عارضة ؛ فيكون الشذوذ فى حذف الفاء ، ورواية الكسر التى حكاها السيرافى فى هذا البيت لا ترد هذا الاحتمال كما زعم البغدادى فى شرح الشواهد
(١) هذه لغة حكاها يونس ، وحكى غيره فى هذا اللفظ ثلاث لغات أخرى : إحداها كنصر ، والثانية كضرب ، والثالثة كعلم ، وقد أشار المؤلف إلى الثانية