الأصول وما زيد فيها من الحروف وما طرأ عليها من تغييرات لحروفها بالحركة والسكون ، والمطّرد فى هذا المعنى الفعل والأسماء المتصلة بالأفعال كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة والآلة والموضع ، إذ لا تجد فعلا ولا اسما متصلا به إلا وهو فى الأصل مصدر قد غيّر غالبا إما بالحركات كضرب وضرب أو بالحروف كيضرب وضارب ومضروب ، وأما الاسم الصريح الذى لا اتصال له بالفعل فكثير منه خال من هذا المعنى كرجل وفرس وجعفر وسفرجل ، لا تغيير فى شىء منها عن أصل
ومعنى تركيب «ف ع ل» مشترك بين جميع الأفعال والأسماء المتصلة بها ؛ إذ الضّرب فعل ، وكذا القتل والنّوم ، فجعلوا ما تشترك الأفعال والأسماء المتصلة بها فى هيئته اللفظية مما تشترك أيضا فى معناه ، ثم جعلوا الفاء والعين واللام فى مقابلة الحروف الأصلية ، إذ الفاء والعين واللام أصول ، فان زادت الأصول على الثلاثة كرّرت اللام دون الفاء والعين ، لأنه لما لم يكن بدّ فى الوزن من زيادة حرف بعد اللام لأن الفاء والعين واللام تكفى فى التعبير بها عن أول الأصول وثانيها وثالثها كانت الزيادة بتكرير أحد الحروف التى فى مقابلة الأصول بعد اللام أولى ، ولما كانت اللام أقرب كرّرت هى دون البعيد
فان كان فى الكلمة المقصود وزنها حرف زائد فهو على ضربين : إن كانت الزيادة بتكرير حرف أصلى كتكرير عين قطّع أو لام جلبب كرّرت العين فى وزن الأول نحو فعّل واللام فى وزن الثانى نحو فعلل ، ولا يورد ذلك المزيد بعينه ؛ فلا يقال : فعطل ولا فعلب ؛ تنبيها فى الوزن على أن الزائد حصل من تكرير حرف أصلى ، سواء كان التكرير للالحاق كقردد (١) أو
__________________
حرف أصلى ، وإن لم تزد على الثلاثة فالمثلان فيها أصليان كمد وعد وبر وجب.
(١) قردد : اسم جبل ، وما ارتفع من الأرض ، ومن الظهر أعلاه ، ومن الشتاء شدته وحدته ، ويقال : جاء بالحديث على قردده : أى وجهه