٣٣ ـ فويق جبيل شاهق الرّأس لم تكن |
|
لتبلغه حتّى تكلّ وتعملا (١) |
ورد بتجويز كون المراد دقة الجبل وإن كان طويلا ، وإذا كان كذا فهو أشد لصعوده
واعلم أنهم قصدوا بالتصغير والنسبة الاختصار كما فى التثنية والجمع وغير ذلك ؛ إذ قولهم رجيل أخف من رجل صغير ، وكوفى أخصر من منسوب إلى الكوفة ، وفيهما معنى الصفة كما ترى ، لكن المنسوب يعمل رفعا بخلاف المصغر ، لما مر فى شرح (٢) الكافية ، ولما كان استعمال الجمع فى كلامهم أكثر من استعمال
__________________
(١) هذا البيت من قصيدة لأوس بن حجر فى وصف قوس : نصف امتناع منبتها وتجشمه الأهوال إليها ، والقواسون يطلبون العيدان العتاق من منابتها حيث كانت فى السهول والحزون ويستدلون عليها من الرعاء وقناص الوعول ، يجعلون فيها الجعائل وربما أبصر والشجرة منها بحيث لا يستطيعها راق فيتدلون عليها بالحبائل فى المهاوى والمهالك. وفويق : تصغير فوق. وجبيل : تصغير جبل. وتكل تتعب وتعيى ، وبابه ضرب. وتعمل : أراد تجتهد فى العمل
(٢) قال المؤلف فى شرح الكافية (ج ٢ ص ١٦٩): «والوصف الذى يجمع بالواو والنون اسم الفاعل واسم المفعول وأبنية المبالغة ؛ إلا ما يستثنى ، والصفة المشبهة والمنسوب والمصغر نحو رجيلون ؛ إلا أن المصغر مخالف لسائر الصفات من حيث لا يجرى على الموصوف جريها ، وإنما لم يجر لأن جرى الصفات عليه إنما كان لعدم دلالتها على الموصوف المعين كالضارب والمضروب والطويل والبصرى ؛ فانها لا تدل على موصوف معين ، وأما المصغر فانه دال على الصفة والموصوف المعين معا ؛ إذ معنى رجيل رجل صغير ، فوزانه وزان نحو رجل ورجلين فى دلالتهما على العدد والمعدود معا ؛ فلم يحتاجا إلى ذكر عدد قبلهما كما تقدم ، وكل صفة تدل على الموصوف المعين لا يذكر قبلها كالصفات الغالبة ، ويفارقها أيضا من حيث إنه لا يعمل فى الفاعل عملها ؛ لأن الصفات ترفع الفاعلية ما هو موصوفها معنى ، والوصوف فى المصغر مفهوم من لفظه فلا يذكر بعده كما لا يذكر قبله ؛ فلما لم يعمل