وتطهرت طهورا ، وولعت ولوعا ، ووقدت النار وقودا ، وقبل قبولا ، كما حكى سيبويه
قال : «وفعل اللّازم نحو فرح على فرح ، والمتعدّى نحو جهل على جهل ، وفى الألوان والعيوب نحو سمر وأدم على سمرة وأدمة ، وفعل نحو كرم على كرامة غالبا ، وعظم وكرم كثيرا»
أقول : قوله «وفى الألوان والعيوب» هذا الذى ذكره هو الغالب فى الألوان ، وإن كانت من فعل بضم العين أيضا ، وقد جاء شىء منها على فعل كالصّدأ والعيس (١) ، وأما العيسة ـ بكسر العين ـ فأصلها الضم ، كسرت
__________________
لأبى عمرو : ما الوضوء؟ فقال : الماء الذى يتوضأ به ، قلت : فما الوضوء بالضم؟ قال : لا أعرفه» اه ونقل نصوصا أخرى لا تخرج عن هذا المعنى ، واعلم أن من العلماء من يجعل المصدر هو الدال على الفعل الذى هو الحدث ، وأكثر المتقدمين على هذا ؛ فليس عندهم مصدر واسم مصدر ؛ بل كل ما دل على الحدث فهو مصدر ، وتكاد تلبس هذا فى عبارة سيبويه وفى ما ذكره اللسان عن جلة العلماء ، والمتأخرون على على الفرق بين المصدر واسم المصدر ، وأحسن ما يفرق به بينهما ما ذكره ابن مالك فى التسهيل حيث عرف اسم المصدر بقوله : «هو ما ساوى المصدر فى الدلالة على معناه وخالفه بخلوه لفظا وتقديرا دون عوض من بعض ما فى فعله» اه ومدار الفرق بينهما على أن الاسم الدال على الحدث إن اشتمل على جميع حروف الفعل لفظا أو تقديرا أو بالتعويض فهو مصدر ، سواء أزادت حروفه عن حروف الفعل أم ساوت حروفه حروفه ، وإلا فهو اسم مصدر ، فمثال المصدر التوضؤ والقتال بالنسبة لقاتل والعدة بالنسبة لوعد والاعلام بالنسبة لأعلم ، ومثال اسم المصدر الغسل بالنسبة إلى اغتسل والعطاء بالنسبة لأعطى والكلام بالنسبة لكلم ، وعلى هذا فالوضوء والطهور والولوع إن كان فعله أولع كما ذكره سيبويه أسماء مصادر إن أريد بها الحدث سواء أكان أولها مضموما أم مفتوحا ، وأما الوقود والقبول والولوع إن كان فعله ولع كما ذكر المؤلف فمصادر سماعية وإن أردت بهذه الألفاظ معنى غير معنى الحدث فليست مصادر ولا أسماء مصادر.
(١) العيس : بياض يخالطه شىء من شقرة ، وقيل : هو لون أبيض مشرب