أقول : اعلم أن ضم عين مضارع فعل المضموم العين قياس لا ينكسر ، إلا فى كلمة واحدة ، وهى كدت بالضم تكاد ، وهو شاذ ؛ والمشهور كدت تكاد كخفت تخاف ، فان كان كدت بالضم كقلت فهو شاذ (١) أيضا ، لأن فعل يفعل بفتحهما لا بد أن يكون حلقىّ العين أو اللام
قال «وإن كان غير ذلك كسر ما قبل الآخر ، ما لم يكن أوّل ماضيه تاء زائدة نحو تعلّم وتجاهل فلا يغيّر ، أو لم تكن اللّام مكرّرة ،
__________________
من باب نصر أو كرم بهذا المعنى ، لكن الذى فى اللسان والقاموس وكتاب الأفعال لابن القوطية أنه قد أتى هذا الفعل بهذا المعنى من باب علم ، كما تقدم ، ومن باب عنى مبنيا للمجهول ، ونص فى اللسان على أن المضارع قد جاء كينصر ، كما ذكر المؤلف ولم يذكر ما يصح أن يكون ماضيا له ، وعلى هذا يكون هذا الفعل شاذا ، ليس من باب التداخل. نعم قد جاء هذا الفعل من باب كرم بمعنى صار ذا نجدة ، وجاء متعديا من باب نصر بمعنى أنجده وأعانه ، ولكن واحدا من هذين البابين لا يتحقق به التداخل ما دام من شرطه اتحاد المعنى فى البابين اللذين تتركب منهما اللغة الثالثة
(١) اعلم أن هذا الفعل قد جاء واويا ويائيا : أما الواوى فقد جاء من باب علم ومن باب نصر ؛ مثل خفت تخاف ، وقلت تقول ، فتقول فى الماضى المسند للضمير : كدت ـ بكسر الكاف ـ على الأول ـ وضمها ـ على الثانى ، وأما اليائى فجاء من باب علم ليس غير ، وجاء من باب باع بمعنى آخر ؛ تقول : كاد الرجل الرجل يكيده كيدا : أى دبر له ، ومنه قوله تعالى (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً) ، وتقول : كادت المرأة تكيد كيدا ؛ إذا حاضت ؛ فأذا علمت هذا تبين لك أن قول العرب : كدت ـ بضم الكاف ـ تكاد من باب التداخل ، وأن الماضى أخذ من باب نصر والمضارع أخذ من باب علم ؛ كما أن قولهم : كدت ـ بكسر الكاف ـ تكود متداخل أيضا ، ماضيه من باب علم ومضارعه من باب نصر ؛ فاعتبار المؤلف تبعا لسيبويه كدت ـ بالضم ـ تكاد شاذا ، سواءأ كان من باب كرم أو نصر ، يس بوجيه ، بل هو من التداخل ، لأنه لا يعدل إلى القول بالشذود ما أمكن الحمل على وجه صحيح كما كرر المؤلف نفسه مرارا