وكسر [وا] أيضا غير الياء من حروف المضارعة فيما أوله همزة وصل مكسورة ، نحو أنت تستغفر وتحرنجم ، تنبيها على كون الماضى مكسور الأوّل ، وهو همزة ثم شبهوا ما فى أوله تاء زائدة من ذوات الزوائد ، نحو تكلّم وتغافل وتدحرج بباب انفعل ، لكون ذى التاء مطاوعا فى الأغلب كما أن انفعل كذلك ، فتفعّل وتفاعل وتفعلل مطاوع فعّل وفاعل وفعلل ، فكسروا غير الياء من حروف مضارعاتها ، فكل ما أول ماضيه همزة وصل مكسورة أو تاء زائدة يجوز فيه ذلك.
وإنما لم يضموا حرف المضارعة فيما ماضيه فعل مضموم العين منبّهين به على ضمة عين الماضى لاستثقال الضمتين لو قالوا مثلا : تظرف
قوله «من توالى همزتين» إنما حذفت ثانية همزتى نحو أو كرم مع أن قياسها أن تقلب واوا كما فى أويدم على ما يجىء فى باب تخفيف الهمزة لكثرة استعمال مضارع باب الإفعال فاعتمدوا التخفيف البليغ ، وإن كان على خلاف القياس
قال : «الصّفة المشبّهة من نحو فرح على فرح غالبا ، وقد جاء معه الضّمّ فى بعضها ، نحو ندس وحذر وعجل ، وجاءت على سليم وشكس وحرّ وصفر وغيور ، ومن الألوان والعيوب والحلى على أفعل»
أقول : اعلم (١) أن قياس نعت ما ماضيه على فعل ـ بالكسر ـ من الأدواء الباطنة كالوجع واللّوى (٢) وما يناسب الأدواء من العيوب الباطنة كالنّكد
__________________
الطاء وفتح الراء فيهما ـ واحد المطارف ، وهى أردية من خز مربعة لها أعلام ، وقيل : ثوب من خز مربع له أعلام : قال الفراء : المطرف من الثياب : ما جعل فى طرفيه علمان ، والأصل مطرف بالضم فكسروا الميم ، ليكون أخف كما قالوا مغزل ـ كمنبر ـ وأصله مغزل ـ بالضم ـ من أغزل. أى أدير .... وفى الحديث رأيت على أبى هريرة رضى الله عنه مطرف خز ، هو بكسر الميم وفتحها وضمها : الثوب الذى فى طرفيه علمان ، والميم زائدة» اه
(١) شرحنا بعض أمثلة هذا الفصل فيما مضى (من ص ٧١ ـ ص ٧٣) وسنتكلم على ما لم يذكر هناك
(٢) اللوى : وجع فى المعدة