قياس إنسان أنيسين كسريحين فى سرحان ؛ فزادوا الياء فى التّصغير شاذا فصار كعقيربان كما ذكرنا فى أول الباب ، ومن قال إن إنسانا إفعان من نسى ـ كما يجيء فى باب ذى الزيادة ـ فأنيسيان قياس عنده (١)
__________________
(١) قال فى اللسان : «الانسان أصله إنسيان (بكسر الهمزة) ، لأن العرب قاطبة قالوا فى تصغيره : أنيسيان ، فدلت الياء الأخيرة على الياء فى تكبيره ، إلا أنهم حذفوها لما كثر الناس فى كلامهم ، وفى حديث ابن صياد قال النبى صلىاللهعليهوسلم ذات يوم : انطلقوا بنا إلى أنيسيان قد رابنا شأنه ؛ وهو تصغير إنسان جاء شاذا على غير قياس ، وقياسه أنيسان. قال : وإذا قالوا : أناسين فهو جمع بين مثل بستان وبساتين ، وإذا قالوا أناسى كثيرا فخففوا الياء أسقطوا الياء التى تكون فيما بين عين الفعل ولامه ؛ مثل قراقير ، وقراقر ، ويبين جواز أناسى بالتخفيف قول العرب أناسية كثيرة ، والواحد إنسى ، وأناسى إن شئت ، وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : إنما سمى الانسان إنسانا لأنه عهد إليه فنسى ؛ قال أبو منصور : إذا كان الانسان فى الأصل إنسيانا فهو إفعلان من النسيان ، وقول ابن عباس حجة قوية له ، وهو مثل ليل إضحيان من ضحى يضحى (كرضى يرضى) وقد حذفت الياء فقيل إنسان ..... قال الأزهرى : وإنسان فى الأصل إنسيان وهو فعليان من الأنس والألف فيه فاء الفعل وعلى مثاله حرصيان : وهو الجلد الذى يلى الجلد الأعلى من الحيوان ؛ سمى حرصيانا لأنه يحرص : أى يقشر ، ومنه أخذت الحارصة من الشجاج ، يقال : رجل حذريان إذا كان حذرا. قال الجوهرى : وتقدير إنسان فعلان ، وإنما زيد فى تصغيره ياء كما زيد فى تصغير رجل فقيل رويجل. وقال قوم : أصله إنسيان على إفعلان فحذفت الياء استخفافا لكثرة ما يجرى على ألسنتهم ، فاذا صغروه ردوها لأن التصغير لا يكثر» اه. قال ابن سيده فى المخصص (ج ١ ص ١٦): «إنسان عند مشتق من أنس ؛ وذلك أن أنس الأرض وتجملها وبهاءها إنما هو بهذا النوع الشريف اللطيف المعتمر لها والمعنى بها ؛ فوزنه على هذا فعلان (بكسر فسكون). وقد ذهب بعضهم إلى أنه إفعلان من نسى ؛ لقوله تعالى