تبنه العرب على وزن ما بنته ثم تعمل فى البناء الذى بنيته ما يقتضيه قياس كلامهم ، كما يتبين فى مسائل التمرين إن شاء الله تعالى ، والمتأخرون على أن التصريف علم بأبنية الكلمة ، وبما يكون لحروفها من أصالة وزيادة وحذف وصحة وإعلال وإدغام وإمالة ، وبما يعرض لآخرها مما ليس باعراب ولا بناء من الوقف وغير ذلك.
قال : «وأبنية الاسم الأصول ثلاثيّة ورباعيّة وخماسيّة ، وأبنية الفعل ثلاثيّة ورباعيّة» (١)
__________________
أن تأخذ من الكلمة لفظا لم تستعمله العرب على وزن ما استعملته ثم تعمل فى هذا اللفظ الذى أخذته ما يقتضيه قياس كلامهم من إعلال وإبدال وإدغام ؛ فاذا بنيت من وأيت مثل قفل قلت وؤى ، فاذا خففت الهمزة بابدالها من جنس حركة ما قبلها صار وويا ، فعلى أن قلب الواو الأولى همزة فى مثل هذا واجب يقال : أوى ، وعلى أنه جائز يقال : «أوى» ، أو «ووى» ، وإذا بنيت من وأيت مثل كوكب قلت : ووأى ، تعل الياء بقلبها ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم تحذف الألف لالتقاء الساكنين ، فاذا خففت الهمزة بنقل حركتها إلى ما قبلها ثم حذفها ، فعلى القول بوجوب القلب فى مثله يقال : أوى ، كفتى ، وعلى القول بعدم وجوبه يقال : أوى ، أو ووى
(١) قول المصنف «وأبنية الاسم الأصول ثلاثية ورباعية الخ» مقتضاه أن الأبنية الأصول للاسم والفعل لا تكون أقل من ثلاثة ، وهو كذلك بالنظر إلى أصل الوضع وأما بالنظر إلى الاستعمال فقد تكون على حرفين وعلى حرف واحد ، مثال ما كان على حرفين من الاسم وهو محذوف اللام أب وأخ ويد وثبة وأمة ، ومثاله محذوف الفاء عدة وزنة ودية وشية ، ومثاله محذوف العين وهو قليل لم يسمع إلا فى ثلاث كلمات : سه اتفاقا ، وأصله سته بدليل جمعه على أستاه ، ومذ على رأى من يقول : إن أصلها منذ ، استدلالا بأنك لو سميت بمذ صغرته على منيذ وجمعته على أمناذ ، قال الشارح فى شرح الكافية : ومنع منه صاحب المغنى فى الموضعين وقال : قولهم منيذ وأمناذ غير منقول عن العرب ، وأما تحريك ذال مذفى نحو «مذ اليوم» بالضم للساكنين