فذو التاء المفتوح العين شاذ من جهة ، وكذا المكسور العين أو المضمومها بلا تاء ، وأما المكسورها أو المضمومها مع التاء فشاذ من وجهين
قوله «ومن غيره» أى : من غير الثلاثى المجرد فيصلح للمصدر والمفعول والزمان والمكان كالمدحرج والمقاتل والمحرنجم كما يجىء
الميسور : اليسر ، والمعسور : العسر ، والمجلود : الجلد : أى الصبر ، والمفتون :
الفتنة ، قال الله تعالى : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) أى : الفتنة ، على قول ، وخالف (١)
__________________
قال فى القاموس : «رجع يرجع رجوعا ، ومرجعا ـ كمنزل ـ ومرجعة شاذان ؛ لأن المصادر من فعل يفعل (كضرب يضرب) إنما تكون بالفتح ، ورجعى ورجعانا بضمهما ، انصرف. ورجع الشىء عن الشىء وإليه رجعا ـ ومرجعا كمقعد ومنزل ـ صرفه ورده» اه. وتقول : جاء يجىء جيئا ومجيئا ، إذا أتى. قال فى اللسان : «والمجىء شاذ ، لأن المصدر من فعل يفعل (كضرب يضرب) مفعل بفتح العين ، وقد شذت منه حروف فجاءت على مفعل كالمجىء والمحيض والمكيل والمصير» اه. والعيب والعاب والمعاب والمعابة والمعيب : أن تصم الرجل ، وفعله عاب يعيب ، وهو لازم ومتعد ، ومن هذا تعلم أن اقتصار المؤلف على الكسر فيه غير مستقيم ، هذا ، وقد مثل المؤلف نفسه بالمعذرة لما جاء فيه الضم والكسر ؛ فكيف مثل به ههنا لما جاء بالكسر وحده ، وتقول : أوى له يأوى ـ كروى يروى ـ أوية وأية ومأوية ومأواة ، إذا رق له ورئى ، قال زهير :
بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا
ومنه تعلم تقصير المؤلف فى التمثيل به لما جاء بالكسر وحده
(١) قد ذكر المؤلف كما ذكر غيره فى هذه الآية وجهين ، والحقيقة أن فيها ثلاثة أوجه : الأول : أن الباء زائدة ، وأى مبتدأ ، والمفتون اسم مفعول بمعنى المجنون خبر المبتدأ ، والثانى : أن الباء أصلية بمعنى فى ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم والمفتون اسم مفعول أيضا بمعنى المجنون مبتدأ مؤخر. والثالث : أن الباء للملابسة والجار والمجرور خبر مقدم والمفتون مصدر بمعنى الجنون مبتدأ مؤخر. والمعنى الفتنة ملابسة لأى الفريقين من المسلمين والكفار