وأما فعلان فنادر ، نحو لوى ليّانا (١) ، قال بعضهم : أصله الكسر ففتح للاستثقال ، وقد ذكره أبو زيد بكسر اللام ، وجاء أيضا شنآن بالسكون ، وقرىء فى التنزيل بهما.
ولم يأت الفعول ـ بفتح الفاء ـ مصدر إلا خمسة أحرف (٢) : توضأت وضوءا
__________________
(١) تقول : لواه دينه ولواه بدينه ليا وليانا ـ بفتح اللام وكسرها ـ فى المصدرين ، إذا مطله ؛ قال ذو الرمة :
تطيلين ليّانى وأنت مليئة |
|
و أحسن ياذات الوشاح التّقاضيا |
وأصل اللى والليان لوى ولويان ، فقلبت الواو ياء ، لاجتماعها مع الياء وسبق إحداهما بالسكون ثم أدغمت الياء فى الياء ، قال فى اللسان : قال أبو الهيثم لم يجىء من المصادر على فعلان ـ بفتح فسكون ـ إلا ليان ، وحكى ابن برى عن أبى زيد ليان ـ بالكسر ـ وهى لغية
(٢) اعتبر المؤلف هذه الكلمات مصادر تبعا لسيبويه وجماعة ، وللعلماء فى ذلك كلام ، قال سيبويه (ج ٢ ص ٢٢٨) «هذا باب ما جاء من المصادر على فعول (بفتح الفاء) وذلك قولك : توضأت وضوءا حسنا ، وتطهرت طهورا حسا ، وأولعت به ولوعا ، وسمعنا من العرب من يقول : وقدت النار وقودا ، غالبا ، وقبله قبولا ، والوقود (بالضم) أكثر ، والوقود (بفتح الواو) الحطب ، وتقول : إن على فلان لقبولا ؛ فهذا مفتوح» اه. وقال فى اللسان : «الوضوء بالفتح الماء الذى يتوضأ به كالفطور والسحور لما يفطر به ويتسحر به ، والوضوء أيضا المصدر من توضأت للصلاة مثل الولوع والقبول ، وقيل : الوضوء بالضم المصدر ، وحكى عن أبى عمرو بن العلاء القبول بالفتح مصدر لم أسمع غيره ، وذكر الأخفش أن الوقود بالفتح الحطب والوقود بالضم الاتقاد وهو الفعل ، قال : ومثل ذلك الوضوء وهو الماء والوضوء بالضم وهو الفعل ، وزعموا أنهما لغتان بمعنى واحد ، يقال :
الوقود (بالفتح) والوقود (بالضم) يجوز أن يعنى بهما الحطب ويجوز أن يعنى بهما الفعل ، وقال غيره : القبول والولوع مفتوحان وهما مصدران شاذان وما سواها من المصادر فمبنى على الضم. التهذيب : الوضوء الماء والطهور مثله ، ولا يقال فيهما بضم الواو والطاء ؛ لا يقال الوضوء ولا الطهور ، قال الأصمعى : قلت