وجاء فى الأجوف المعيشة ، قال سيبويه فى (حتى مطلع الفجر) بالكسر : أى طلوعه (١) ، ويجوز أن يقال : إنه اسم زمان : أى وقت طلوعه
__________________
(١) قال فى اللسان : «وأما قوله عزوجل (هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) فان الكسائى قرأها بكسر اللام وكذلك روى عبيد عن أبى عمرو بكسر اللام ، وعبيد أحد الرواة عن أبى عمرو ، وقال ابن كثير ونافع وابن عامر واليزيدى عن أبى عمرو ، وعاصم وحمزة : هى حتى مطلع الفجر ـ بفتح اللام ـ قال الفراء : وأكثر القراء على مطلع (بالفتح). قال : وهو أقوى فى قياس العربية ؛ لأن المطلع بالفتح هو الطلوع ، والمطلع ـ بالكسر ـ هو الموضع الذى تطلع منه ؛ إلا أن العرب تقول : طلعت الشمس مطلعا فيكسرون وهم يريدون المصدر. وقال : إذا كان الحرف من باب فعل يفعل ؛ مثل دخل يدخل وخرج يخرج وما أشبهها آثرت العرب فى الاسم منه والمصدر فتح العين ؛ إلا أحرفا من الأسماء ألزموها كسر العين فى مفعل : من ذلك (وذكر بعض ما ذكر المصنف من الأسماء) فجعلوا الكسر علامة للاسم ، والفتح علامة للمصدر. قال الأزهرى : والعرب تضع الأسماء مواضع المصادر ، ولذلك قرأ من قرأ (هى حتى مطلع الفجر) ؛ لأنه ذهب بالمطلع وإن كان اسما إلى الطلوع مثل المطلع (بالفتح) وهذا قول الكسائى والفراء ، وقال بعض البصريين : من قرأ مطلع الفجر ـ بكسر اللام ـ فهو اسم لوقت الطلوع. قال ذلك الزجاج. قال الأزهرى : وأحسبه قول سيبويه» اه كلامه. قال سيبويه (ج ٢ ص ٢٤٧) وأما ما كان يفعل منه مضموما فهو بمنزلة ما كان يفعل منه مفتوحا ولم يبنوه على مثال يفعل لأنه ليس فى الكلام مفعل (بالضم) فلما لم يكن إلى ذلك سبيل ، وكان مصيره إلى إحدى الحركتين (الكسرة أو الفتحة) ألزموه أخفهما ، وذلك قولهم قتل يقتل وهذا المقتل (بالفتح) .... وقد كسروا المصدر فى هذا كما كسروا فى يفعل (بفتح العين) ، قالوا : أتيتك عند مطلع الشمس : أى عند طلوع الشمس ، وهذه لغة بنى تميم ، وأما أهل الحجاز فيفتحون ، وقد كسروا الأماكن فى هذا أيضا ، كأنهم أدخلوا الكسر أيضا كما أدخلوا الفتح» اه كلامه. وقال أبو سعيد السيرافى : ومن ذلك (يريد بناء المصدر على المفعل بالكسر) فيما ذكره سيبويه المطلع فى معنى الطلوع ، وقد قرأ الكسائى (حتى مطلع الفجر) ومعناه حتى طلوع الفجر ، وقال