وكلتا عند سيبويه (١) ، وقولهم منت (٢) بسكون النون مثلها ، لكنها
__________________
قال : وأصل التاء فيها هاء وإنما صارت تاء فى الوصل» اه بتصرف. وأما ذيت. فالقول فيها كالقول فى كيت تماما. وأما ثنتان فقد قال فى اللسان : «والاثنان ضعف الواحد ، والمؤنث الثنتان ، تاؤه مبدلة من ياء ، ويدل على أنه من الياء أنه من ثنيت لأن الاثنين قد ثنى أحدهما إلى صاحبه ، وأصله ثنى (كجبل) يدلك على ذلك جمعهم إياه على أثناء بمنزلة أبناء وآخاء ، فنقلوه من فعل (بفتح الفاء والعين) إلى فعل (بكسر الفاء وسكون العين) كما فعلوا ذلك فى بنت ، وليس فى الكلام تاء مبدلة من الياء فى غير افتعل إلا ما حكاه سيبويه من قولهم : أسنتوا ، وما حكاه أبو على من قولهم : ثنتان اه ، وقوله أسنتوا قال عنه ابن يعيش (١٠ : ٤٠) : «وقولهم أسنتوا أى أجدبوا ، وهو من لفظ السنة على قول من يرى أن لامها واو ؛ لقولهم سنة سنواء واستأجرته مساناة ؛ ومنهم من يقول التاء بدل من الواو ، ومنهم من يقول إنها بدل من الياء ، وذلك أن الواو إذا وقعت رابعة تنقلب ياء على حد أوعيت وأغزيت ثم أبدل من الياء التاء ، وهو أقيس» اه
(١) قال ابن يعيش فى شرح المفصل (ح ١ ص ٥٥): «وقد اختلف العلماء فى هذه التاء (يريد تاء كلتا) فذهب سيبويه إلى أن الألف للتأنيث والتاء بدل من لام الكلمة كما أبدلت منها فى بنت وأخت ووزنها فعلى كذكرى وحفرى ـ وهو نبت ـ وذهب أبو عمر الجرمى إلى أن التاء للتأنيث والألف لام الكلمة كما كانت فى كلا ، والأوجه الأول ، وذلك لأمرين : أحدهما : ندرة البناء وأنه ليس فى الأسماء فعتل (بكسر الفاء وسكون العين وفتح التاء) ، والثانى : أن تاء التأنيث لا تكون فى الأسماء المفردة إلا وقبلها مفتوح نحو حمزة وطلحة وقائمة وقاعدة ، وكلتا اسم مفرد عندنا ، وما قبل التاء فيه ساكن فلم تكن تاؤه للتأنيث مع أن تاء التأنيث لا تكون حشوا فى كلمة ، فلو سميت رجلا بكلتا لم تصرفه فى معرفة ولا نكرة كما لو سميت بذكرى وسكرى لأن الألف للتأنيث ، وقياس مذهب أبى عمر الجرمى ألا تصرفه فى المعرفة وتصرفه فى النكرة ؛ لأنه كقائمة وقاعدة إذا سمى بهما فاعرفه» اه. ويؤخذ مما ذكره المؤلف فى باب النسب أن من العلماء من ذهب إلى أن التاء بدل من الواو التى هى لام الكلمة وليس فيها معنى التأنيث كالتاء فى ست ، وأصله سدس ؛ وكالتاء فى تكلة وترات وأصلها وكلة ووراث
(٢) منت : أصله من زيدت فيه التاء عند الحكاية وقفا للدلالة على تأنيث المحكى