لمجرد العطف كقولك : «ما تأتينا فتحدّثنا» ، بمعنى : ما تأتينا فما تحدثنا ، أو فأنت تحدثنا.
فلو قصد المتكلم معنى : ما تأتينا محدثا ، أو ما تأتينا فكيف تحدثنا ثبتت الجوابية ، وصح النصب.
ومعنى :
......... |
|
....... نصع : |
خلص.
وأشرت بذلك إلى أن النفى الذى ليس نفيا خالصا لا جواب له منصوب نحو : «ما أنت إلّا تأتينا فتحدّثنا» و «ما تزال تأتينا فتحدّثنا» و «ما قام فنأكل إلّا طعامه».
ومنه قول الشاعر : [من الطويل]
وما قام منّا قائم فى نديّنا |
|
فينطق إلّا بالّتى هى أعرف (١) |
وكذلك بعد الطلب.
فلو وقع موقع الفاء واو مقصود بها المصاحبة نصب الفعل ـ أيضا ـ بعدها على نحو ما ينصب بعد الفاء.
فمن ذلك قول الشاعر : [من الكامل]
لا تنه عن خلق ، وتأتى مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم (٢) |
__________________
(١) البيت للفرزدق فى ديوانه ٢ / ٢٩ ، وجمهرة أشعار العرب ص ٨٨٧ ، وخزانة الأدب ٨ / ٥٤٠ ، ٥٤١ ، ٥٤٢ ، والرد على النحاة ص ١٥٤ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٥٣٥ ، والكتاب ٣ / ٣٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٩٠ ، وبلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ٧١ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٦٤.
(٢) البيت لأبى الأسود الدؤلى فى ديوانه ص ٤٠٤ ، والأزهية ص ٢٣٤ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٣٨ ، وشرح شذور الذهب ص ٣١٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣ ، وللمتوكل الليثى فى الأغانى ١٢ / ١٥٦ ، وحماسة البحترى ص ١١٧ ، والعقد الفريد ٢ / ٣١١ ، والمؤتلف والمختلف ص ١٧٩ ، ولأبى الأسود أو المتوكل فى لسان العرب (عظظ) ، ولأحدهما أو للأخطل فى شرح شواهد الإيضاح ص ٢٥٢ ، ولأبى الأسود الدؤلى أو للأخطل أو المتوكل الكنانى فى الدرر ٤ / ٨٦ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٩٣ ، ولأحد هؤلاء أو للمتوكل الليثى أو الطرماح أو للسابق البربرى فى خزانة الأدب ٨ / ٥٦٤ ـ ٥٦٧ ، وللأخطل فى الرد على النحاة ص ١٢٧ ، وشرح المفصل ٧ / ٢٤ ، والكتاب ٣ / ٤٢ ، ولحسان بن ثابت فى شرح أبيات سيبويه ٢ / ١٨٨ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٦ / ٢٩٤ ، وأمالى ابن الحاجب ٢ / ٨٦٤ ، وأوضح المسالك ٤ / ١٨١ ، وجواهر الأدب ص ١٦٨ ، والجنى الدانى ص ١٥٧ ، ورصف المبانى ـ