ـ وهى قراءة قنبل (١) ، وأبى عمرو ، وابن عامر ، وورش (٢).
ومن دخول «لا» النهى على فعل المتكلم قول الشاعر : [من الطويل]
إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد |
|
لها أبدا ما دام فيها الجراضم (٣) |
ومثله قول الآخر : [من البسيط]
لا أعرفن ربربا (٤) حورا مدامعها |
|
مردّفات على أحناء أكوار (٥) |
وإلى دخول لام الأمر ، و «لا» فى النهى على فعل المتكلم ـ بقلة ـ أشرت بقولى :
وقلّ أن تجزم ذى اللّام و «لا» |
|
«أفعل» أو «نفعل» ....... |
ثم قلت :
........ |
|
..... واللّام اعتلى |
أى : دخول اللام على «أفعل» و «نفعل» أكثر من دخول «لا» عليهما.
ثم أشرت إلى حذف لام الأمر ، وبقاء عمله ، وهو على ثلاثة أضرب :
ـ كثير مطرد.
ـ وقليل جائز فى الاختيار.
ـ وقليل مخصوص بالاضطرار.
فالكثير المطرد : الحذف بعد أمر بقول ، كقوله ـ تعالى ـ : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا
__________________
(١) هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد المكى المخزومى أبو عمر ، الشهير بقنبل ، من أعلام القراء ، كان إماما متقنا ، انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز فى عصره ، ورحل إليه الناس من الأقطار. توفى سنة ٢٩١ ه.
ينظر : الأعلام (٦ / ١٩٠) ، النشر (١ / ١٢٠) ، طبقات القراء (٢ / ١٦٥).
(٢) هو عثمان بن سعيد بن عدى المصرى ، الشهير بـ «ورش» ، من كبار القراء ، وغلب عليه لقب «ورش» ؛ لشدة بياضه ، توفى بمصر سنة ١٩٧ ه ، وأصله من القيروان. ينظر : الأعلام (٤ / ٢٠٥) ، غاية النهاية (١ / ٥٠٢).
(٣) الجراضم : الأكول جدا ، ذا جسم كان أو نحيفا. ينظر : اللسان (جرضم)
والبيت للفرزدق فى الأزهية ص ١٥٠ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٤٧ ، وليس فى ديوانه ، وللوليد بن عقبة فى شرح التصريح ٢ / ٢٤٦ ، وللفرزدق أو للوليد فى شرح شواهد المغنى ٢ / ٦٣٣ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٢٠ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٢٠٠ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٧٤.
(٤) الربرب : القطيع من بقر الوحش. ينظر : اللسان (ربرب).
(٥) الأكوار : جمع كور وهو الرحل. ينظر : اللسان (كور)
والبيت بلا نسبة فى شرح الأشمونى ٣ / ٥٧٣ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٤٦.