إنّى لأرجو محرزا أن ينفعا |
|
إيّاى لمّا صرت شيخا قلعا (١) |
والثالث : أن تكون بمعنى «إلّا» فى قسم كقولى : «عزمت عليك لمّا ضربت كاتبك سوطا».
وكقول الراجز : [من الرجز]
قالت له : بالله يا ذا البردين |
|
لمّا غنثت (٢) نفسا أو اثنين (٣) |
وقد تكون بمعنى «إلا» بعد نفى دون قسم ؛ ومنه قراءة ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) [يس : ٣٢] و (وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) [الزخرف : ٣٥] ، أى : ما كل ذلك إلا جميع ، وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا.
ومثال وقوع جواب «لمّا» جملة ابتدائية قوله ـ تعالى ـ : (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) [لقمان : ٣٢].
ومثال وقوع جوابها مقرونا بـ «إذا» المفاجأة قوله ـ تعالى ـ : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) [الأنبياء : ١٢].
ومن الحروف اللائق ذكرها بهذا الباب «أمّا» وفيها معنى الشرط والتفصيل ، وتقدر بـ «مهما يك من شىء».
ولا يليها فعل ؛ لأنها قائمة مقام حرف شرط وفعل شرط ، فلو وليها فعل لتوهم أنه فعل الشرط ، ولم يعلم بقيامها مقامه ، وإذا وليها اسم بعده الفاء ، كان فى ذلك تنبيه على ما قصد من كون ما وليها مع ما بعده جوابا.
والمقرون بالفاء بعد ما يليها :
إما مبتدأ نحو : «أمّا قائم فزيد».
وإما خبر نحو : «أمّا زيد فقائم».
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (قلع) ، وتاج العروس (قلع).
(٢) غنث : شرب ثم تنفس. ينظر : اللسان (غنث).
(٣) الرجز بلا نسبة فى الجنى الدانى ص ٥٩٣ ، والدرر ٣ / ١٨٨ ، ٤ / ٢٢٢ ، ٢٢٥ ، وشرح شواهد المغنى ص ٦٨٣ ، ولسان العرب (غنث) ، ومغنى اللبيب ١١ / ٢٨١ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٣٦ ، ٢ / ٤٥.