و «تركت البلاد حيث بيث ، وحيث بيث» ، أى : مقلبة ظهرا لبطن.
و «تساقطوا أخول أخول» يعنى : متفرقين ، أو بمعنى «بين بين».
قال الشاعر يصف ثورا يطعن الكلاب : [من الطويل]
يساقط عنه روقه ضارياتها |
|
سقوط شرار القين أخول أخولا (١) |
ومجيء هذا التركيب فى الظروف أكثر من مجيئه فى الأحوال فمن ذلك قول الشاعر : [من مجزوء الكامل]
نحمى حقيقتنا وبع |
|
ض القوم يسقط بين بينا (٢) |
أى : بين هؤلاء ، وبين هؤلاء.
ومنه قول الآخر : [من الوافر]
ومن لا يصرف الواشين عنه |
|
صباح مساء يبغوه خبالا (٣) |
فإن خلا شيء من هذه الأحوال والظروف عن الحالية والظرفية تعينت الإضافة ، وامتنع التركيب نحو : «جاورت زيدا ذوى بيت لبيت ، وهو يأتينا كلّ صباح ومساء».
قال الشاعر : [من الوافر]
ولو لا يوم يوم ما أردنا |
|
جزاءك والقروض لها جزاء (٤) |
وما ليس حالا ولا ظرفا مما ركب تركيب «خمسة عشر» فشاذ كقولهم : «وقعوا فى حيص بيص» أى : فى شدة يعسر التخلص منها.
ومنه قول الشاعر : [من الكامل]
__________________
(١) البيت لضابئ بن الحارث فى الخصائص ٣ / ٢٩٠ ، والدرر ٤ / ٣٤ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٥٩ ، ولسان العرب (سقط) ، (خول) ، والمحتسب ٢ / ٤١ ، ونوادر أبى زيد ص ١٤٥ ، وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٦٢١ ، والخصائص ٢ / ١٣٠ ، وشرح شذور الذهب ص ٩٨ ، والمحتسب ١ / ٨٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٤٩.
(٢) البيت لعبيد بن الأبرص فى ديوانه ص ١٤١ ، وخزانة الأدب ٢ / ٢١٣ ، والدرر ٦ / ٣٢٤ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٤٩ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٥٨ ، وشرح المفصل ٤ / ١١٧ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٧٣ ، ولسان العرب (بين) ، واللمع ص ٢٤٢ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٩١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٢٩ وبلا نسبة فى الدرر ٣ / ١٢٢ ، وشرح شذور الذهب ص ٩٧ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١٠٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٢.
(٣) البيت بلا نسبة فى الدرر ٣ / ٨٢ ، وشرح شذور الذهب ص ٩٥ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٦.
(٤) البيت للفرزدق فى خزانة الأدب ٤ / ٤٦ ، ٤٨ ، ٦ / ٤٤٠ ، والكتاب ٣ / ٣٠٣ ، ولم أقع عليه فى ديوانه. وهو بلا نسبة فى الدرر ٣ / ٨٣ ، وشرح شذور الذهب ص ١٠٠ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٧.