ومنه قول الشاعر : [من الكامل]
وأجبت قائل : كيف أنت؟ بـ «صالح» |
|
حتّى مللت ، وملّنى عوّادى (١) |
أدخل الباء على «صالح» وتركه مرفوعا كما يكون لو لم تدخل عليه الباء.
ويمكن أن يكون من هذا ما كتب بواو فى خط الصحابة ـ رضى الله عنهم أجمعين ـ : «فلان بن أبو فلان» ؛ كأنه قيل : فلان ابن المقول فيه أبو فلان.
والمختار فيه عند المحققين أن يقرأ بالياء ، وإن كان مكتوبا بالواو ، كما تقرأ «الصّلوة» و «الزّكوة» بالألف ، وإن كانا مكتوبين بالواو تنبيها على أن المنطوق به منقلب عن واو.
وإذا نسب إلى حرف أو غيره حكم هو للفظه دون معناه ، جاز أن يحكى ، وجاز أن يعرب بما تقتضيه العوامل :
فمن الحكاية قول النبى صلىاللهعليهوسلم : «إيّاكم و «لو» فإنّ «لو» تفتح عمل الشّيطان» (٢).
ومنه قول الشاعر : [من الطويل]
بثين الزمى «لا» إنّ «لا» إن لزمته |
|
ـ على كثرة الواشين ـ أى معون (٣) |
ومن الإعراب قول الشاعر : [من الخفيف]
ليت شعرى ، وأين منّى ليت |
|
إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء (٤) |
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى الدرر ٢ / ٢٧١ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٣٧ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٢٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٠٣ ، وهمع الهوامع ١ / ١٥٧.
(٢) رواه أحمد (٢ / ٣٦٦ ، ٣٧٠) من حديث أبى هريرة مرفوعا ضمن حديث بلفظ «وإياك و (اللو) فإن اللو يفتح من الشيطان» ورواه ابن حبان (٥٧٢٢) من حديث أبى هريرة أيضا وفيه «فإن لو تفتح عمل الشيطان).
والحديث رواه مسلم (٢٦٦٤) والنسائى فى «عمل اليوم والليلة» (٦٢١ ، ٦٢٢ ، ٦٢٣ ، ٦٢٤ ، ٦٢٥) وابن حبان (٥٧٢١ ، ٥٧٢٢) ، وابن أبى عاصم فى السنة (٣٥٦) والطحاوى فى مشكل الآثار (٢٦٢) والبيهقى فى السنة (١٠ / ٨٩) وفى الأسماء والصفات (١ / ٢٦٣) من حديث أبى هريرة.
(٣) البيت لجميل بثينة فى ديوانه ص ٢٠٨ ، وأدب الكاتب ص ٥٨٨ ، وشرح شواهد الشافية ص ٦٧ ، ولسان العرب (أكل) ، (كرم) ، (عون) ، (أيا) ، وبلا نسبة فى إصلاح المنطق ص ٢٢٣ ، والخصائص ٣ / ٢١٢ ، وشرح شافية ابن الحاجب ١ / ١٦٨ ، والمحتسب ١ / ١٤٤ ، والممتع فى التصريف ١ / ٧٩ ، والمنصف ١ / ٣٠٨.
(٤) البيت لأبى زبيد الطائى فى ديوانه ص ٢٤ ، وخزانة الأدب ١ / ١١١ ، ٦ / ٢٧٥ ، ٣٨٨ ، ٧ / ٣١٩ ، ٣٢٠ ، ٣٢١ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢١١ ، وشرح المفصل ٦ / ٣٠ ، ١٠ / ٥٧ ، ـ