ولو كان المضاف إليه مفرقا لزم الإفراد كقوله ـ تعالى ـ : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) [المائدة : ٧٨] ، وفى حديث زيد ابن ثابت ـ رضى الله عنه ـ : «حتّى شرح الله صدرى لما شرح له صدر أبى بكر وعمر» ـ رضى الله عنهما ـ (١).
وإلى هذا ونحوه أشرت بقولى :
........ والتزم |
|
فى نحو «قبل كفّ قيس وهرم» |
فلو لم يكن المضافان جزأى (٢) المضاف إليهما لم تعدل عن لفظ التثنية مخافة اللبس نحو قولك : «أعطهما درهميهما».
فإن أمن اللبس جاز الجمع كقولك : «قهرتما العدوّ بأسيافكما». وفى الحديث أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال لأبى بكر وعمر ـ رضى الله عنهما ـ : «ما أخرجكما من بيوتكما» (٣).
وإن كان الجزآن مميزين لكليهما فلهما من اختيار مجيئهما بلفظ الجمع ما لهما حين يضافان نحو قولى :
... «هما ضخما الرّءوس» و «هما |
|
منطلقان ألسنا» ... |
ومنه قول الشاعر : [من الطويل]
أقامت على ربعيهما جارتا صفا |
|
كميتا الأعالى جونتا مصطلاهما (٤) |
فقال : كميتا الأعالى. والمراد : الأعليان.
فإلى هذا ونحوه أشرت بقولى :
__________________
(١) جزء من حديث زيد بن ثابت الأنصارى فى جمع القرآن رواه البخارى فى «صحيحه» (٩ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥) كتاب التفسير ، باب : قوله : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) ، حديث (٤٦٧٩) ، والحديث رواه الترمذى فى سننه (٣١٠٣) ، والنسائى فى فضائل القرآن (٢٠) ، وفى الكبرى (٧٩٩٥) ، (٨٢٨٨) ، وابن أبى داود فى المصاحف (ص ١٢ ، ١٣ ، ١٤) وأبو يعلى فى مسنده (٦٣) ، (٦٤) ، (٦٥) ، (٧١) ، (٩١) ، وابن حبان (٤٥٠٦) ، (٤٥٠٧) ، والبيهقى (٢ / ٤٠ ، ٤١).
(٢) فى أ : جر
(٣) جزء من حديث رواه مسلم فى صحيحه (٣ / ١٦٠٩) كتاب : الأشرية ، باب : جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك ، حديث (٢٠٣٨) من حديث أبى هريرة ، وفيه قصة.
ورواه ابن ماجه (٣١٨٠) ، وأبو يعلى (٦١٧٧) ، وغيرهما من حديث أبى هريرة مختصرا ، وليس فيه القصة ولا موضع الشاهد الذى ذكره المصنف رحمهالله.
(٤) تقدم تخريج هذا البيت.