__________________
ـ وفى الاصطلاح : يعتبر القفيز من أشهر المكاييل المستخدمة فى العراق. ويجب التنبيه أن القفيز أيضا نوع من أنواع المقاييس ، ولكن المراد به هنا القفيز باعتباره كيلا من المكاييل المشهورة.
قال فى اللسان : «وهو ثمانية مكاكيك عند أهل العراق». قال أبو عبيد : «والحجاجى : قفيز كان الحجاج بن يوسف اتخذه على صاع سيدنا عمر ؛ كذلك يروى عنه» ، قال أبو عبيد : «وسمعت محمدا غير مرة يقول : الحجاجى هو ربع الهاشمى ، هو ثمانية أرطال».
وعلى هذا فالذى يظهر من النصوص السابقة أن القفيز يساوى ثمانية مكاكيك ، والمكوك يساوى صاعا ونصفا ؛ فالقفيز اثنا عشر صاعا.
وأما قول أبى عبيد بأن القفيز موضوع على صاع سيدنا عمر ، ومعروف لنا أن سيدنا عمر زاد على الصاع النبوى بمقدار النصف ، ويبدو لنا أن سيدنا عمر زاد فى وزن الصاع ؛ ليكون مماثلا المكوك فيكون القفيز به ثمانية مكاكيك أو ثمانية آصع من صيعان سيدنا عمر من صاعه المكبر وبهذا فمقدار القفيز يساوى أربعا وستين رطلا (٦٤ رطل) ، أو اثنا عشر صاعا (١٢ صاع) أو ثمانية مكاكيك (٨ مكوك).
وقال الماوردى : وكان القفيز يساوى ثمانية أرطال وثمنه ثلاثة دراهم.
وقد ناقش الدكتور الريس ما ذهب إليه الماوردى ، وأثبت أن القفيز يساوى ثمانية مكاكيك أى ٦٤ رطلا وليس ثمانية أرطال حيث يقول الدكتور الريس فى بحثه : إننا نستبعد أن يكون صاع عمر هذا الذى قدره ثمانية أرطال فقط هو القفيز الذى يقصد أنه وضعه على أرض العراق ، وأن هذا الذى قدره ثمانية أرطال فقط هو الذى كان يجبيه كسرى والذى اشتهر بين العرب فى الجاهلية ؛ فإن معنى ذلك أن عمر وضع على كل جريب ست حفنات (أمداد) أى : ربع كيله ، وأن كسرى كان يجبى هذه الحفنات فقط.
والذى يدعو إلى استبعاد ذلك :
أولا : ما ذكره الماوردى وغيره بأن ثمن هذا الصاع كان ثلاثة دراهم بوزن المثقال ؛ فإنه بناء على ذلك يكون سعر الكيلة ١٢ درهما أو سبعة دراهم. ولا بد والحال هذه من أن يكون القفيز شيئا يناسب هذا السعر.
ثانيا : وجدنا أن عمر ـ رضى الله عنه ـ قد وضع على الوحدة فى الشام أو فى مصر جريبا أو إردبا وكل منهما مكيال كبير إذ يبلغ الأول ثلثى إردب أو أكثر ، والثانى مثل ذلك ، أو ثلث إردب من إردبنا الحالى ؛ فلا يعقل أن يكون عمر وضع فى نظير ذلك على أرض العراق الخصبة بضع حفنات أو ١ / ٤٨ من الإردب ؛ فالذى أراه أن القفيز الذى وضع على السواد غير صاع عمر ؛ وأن الأول هو قفيز حقا ؛ وهو الذى عرفته معاجم اللغة بأنه أحد المقدارين الذين ذكرناهما فيما تقدم.
وفى العصر الأموى ورد ذكر القفيز مع سعره ، فقد روى ابن الأثير والطبرى أن وكيع ابن أبى سود التميمى خطب فى خراسان ، وكان ذلك عقب حادث مقتل قتيبة بن مسلم ـ أى : فى سنة ٩٦ ه ـ فكان مما جاء فى خطبته : «والله لأقتلن ثم لأقتلن ، ولأصلبن ثم لأصلبن ... إن مرزبانكم هذا ابن ... قد أغلى عليكم أسعاركم ، والله ليصيرن القفيز فى السوق غدا بأربعة دراهم ، أو لأصلبنه». فالقفيز كان فى هذا الوقت بأربعة دراهم ، وحاول المرزبان أن يرفع سعره. ـ