وأشرت بقولى :
وشذّ توكيد مع الخلوّ من |
|
ما قد مضى ..... |
إلى قول الشاعر : [من الخفيف]
ليت شعرى وأشعرنّ إذا ما |
|
قرّبوها منشورة ودعيت (١) |
ألى الفوز أم علىّ إذا حو |
|
سبت إنّى على الحساب مقيت (٢) |
وأشذ من هذا توكيد «أفعل» فى التعجب ؛ كقول الشاعر : [من الطويل]
ومستبدل من بعد غضبى صريمة |
|
فأحر به من طول فقر وأحريا (٣) |
أراد : وأحرين ؛ فأبدل النون للوقف ألفا ، وهذا من تشبيه لفظ بلفظ وإن اختلفا معنى.
وأشذ من هذا ما أنشد ابن جنى (٤) من قول الراجز : [من الرجز]
أريت إن جاءت به أملودا (٥) |
|
مرجّلا ويلبس البرودا |
أقائلنّ أحضروا الشّهودا (٦) |
__________________
(١) البيت للسموأل بن عادياء فى ديوانه ص ٨١ ، الدرر ٥ / ١٦٦ ، ولسان العرب (قوت) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٣٢ ، وبلا نسبة فى إصلاح المنطق ص ٢٧٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٥٠٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٧٩.
(٢) البيت للسموأل بن عادياء فى ديوانه ص ٨١ ، ولسان العرب (قوت) ، والتنبيه والإيضاح ١ / ١٧٠ ، وتاج العروس (قوت) ، وبلا نسبة فى ديوان الأدب ٣ / ٤١٨ ، وتهذيب اللغة ٩ / ٢٥٥.
(٣) تقدم تخريج هذا البيت.
(٤) قال ابن جنى ـ معقبا على هذا البيت ـ : فألحق نون التوكيد اسم الفاعل ؛ تشبيها له بالفعل المضارع ، فهذا استحسان ، لا عن قوة علة ، ولا عن استمرار عادة ، ألا تراك لا تقول : «أقائمن يا زيدون» ، «ولا أمنطلقن يا رجال» ؛ إنما تقوله بحيث سمعته وتعتذر له ، وتنسبه إلى أنه استحسان منهم ، على ضعف منه واحتمال بالشبهة له. ينظر : الخصائص (١ / ١٣٧).
(٥) الأملود : الناعم. ينظر : مقاييس اللغة (ملد).
(٦) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٧٣ ، وشرح التصريح ١ / ٤٢ ، والمقاصد النحوية ١ / ١١٨ ، ٣ / ٦٤٨ ، ٤ / ٣٣٤ ، ولرجل من هذيل فى حاشية ياسين ١ / ٤٢ ، وخزانة الأدب ٦ / ٥ ، والدرر ٥ / ١٧٦ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٧٥٨ ، ولرؤبة أو لرجل من هذيل فى خزانة الأدب ١١ / ٤٢٠ ، ٤٢٢ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٣ / ٢٤٢ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٤ ، والجنى الدانى ص ١٤١ ، والخصائص ١ / ١٣٦ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٤٤٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٦ ، والمحتسب ١ / ١٩٣ ، ومغنى اللبيب ١ / ٣٣٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٧٩.