وكقول النابغة الجعدى : [من الطويل]
فمن يك لم يثأر لأعراض قومه |
|
فإنّى وربّ الرّاقصات لأثأرا (١) |
فإن لم تل فتحة حذفتها ورددت إلى الفعل ما حذف من أجلها ، فتقول فى «اخرجن» و «اخرجن» : «اخرجوا» ، و «اخرجى». وفى : «هل تخرجن» و «هل تخرجن» : «هل تخرجون» ، و «هل تخرجين».
وهذا مما يدل على أن المسند إلى الواو والياء كان قبل الوقف معربا تقديرا ؛ إذ لو كان قبل الوقف مبنيا لبقى بناؤه ؛ لأن الوقف عارض ، فلا اعتداد بزوال ما زال من أجله ، كما لا اعتداد بزوال ما زال لالتقاء الساكنين ؛ نحو : «هل تذكر الله» ، والأصل : «هل تذكرن» ؛ فحذفت النون الخفيفة لالتقاء الساكنين ، وبقيت فتحة الراء الناشئة عن النون مع كونها زائلة.
__________________
(١) البيت فى ديوانه ص ٧٦ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٥٠ ، والكتاب ٣ / ٥١٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٣٦ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٤٩٦ ، ٥٠٥ ، وشرح المفصل ٩ / ٣٩.