ويؤيد هذا النص ما ذكر من الاستدلال السابق ... وأن الشيخ علي أعلن نفسه سلطانا في بغداد وكان حكمها مدة ولعل اللفظ المشهور أصله (سيدي السلطان علي) فخفف بالوجه الشائع (سيد سلطان علي) وعلى كل نبدي ملاحظتنا ولا يبعد أن يظهر نص يعين الباني ...
أما الأستاذ المرحوم شكري الآلوسي فقد قال هو من مساجد بغداد القديمة مطل على دجلة من نهر المعلى المعروف موضعه اليوم بمحلة سبع أبكار أو المربعة وقد جدد عمارته السلطان عبد الحميد الثاني سنة ١٣١٠ ه (١).
وأقول كانت الكتابة على باب هذا الجامع بخط عثمان ياور (٢) ومنارته من بناء عصر الجلايرية وقد هدمت في هذه الأيام أي سنة ١٣٥٣ ه.
أحوال بغداد ـ طورسون :
أما أهل بغداد فإنهم بعد قتلة الشيخ علي أرسلوا خبرا إلى عادل آغا بأن يبعث معتمدا ليحكم بغداد دار السلام فأجاب الطلب وأرسل الأمير تورسن (طورسون) (٣) وهو من الأمراء وابن خالة عادل آغا ليتولى إدارة بغداد ونصب قوام الدين النجفي ليقوم بوزارة بغداد ... ولما وصل الأمير طورسون إلى بغداد استقبله عبد الملك التمغاتي الذي كانت بيده
__________________
(١) تاريخ مساجد بغداد ص ٤١.
(٢) خطاط معروف من تلاميذ الخطاط الشهير سامي بك وله مخطوطات على الكاشي في مشهد الإمام الأعظم والشيخ معروف الكرخي وألواح خطية في هذه المشاهد دعاه الحاج حسن باشا والي بغداد أيام ولايته وفي أواخر أيامه عاد إلى استانبول فتوفي هناك ...
(٣) جاء في ابن خلدون ج ٥ ص ٥٥٤ بلفظ ـ برسق ـ وتكرر مرارا وليس بصحيح وإنما الصحيح ما ذكرنا نقلا عن حبيب السير وقد تكرر منه مرارا وأساسا إن هذا الاسم لا يزال معروفا إلى اليوم وينطق به عندنا ـ طورسون ـ فالترك يسمون به وإن صاحب كلشن خلفا ذكره بهذا اللفظ ورقة ٥٠ ـ ١.