أزمة الأمور وجاء معه الذين كانوا قد قتلوا الأمير إسماعيل فأمر حالا بقتل هؤلاء واستولى على ما بأيديهم من أموال وتقدر بعشرة آلاف تومان وكثر النهب والسلب واضطرمت نيران الفتن وأرسلت المبالغ المذكورة إلى عادل آغا ... وفي هذا السبيل جرى ما جرى مما لا يكاد يحصيه قلم .. فانتهكت حرمات واستبيحت أموال (١).
السلطان أحمد وبغداد :
جاءت الأخبار إلى تبريز فعلم السلطان أحمد بكل تفاصيلها .. وحينئذ سار توا وعلى وجه الاستعجال إلى بغداد وأن السلطان في هذه الأثناء ورد إليه شاه منصور من آل مظفر فارا من حبس القلعة واتصل به ... أما طورسون فإنه حينما علم بورود السلطان وتوجهه إلى بغداد فر منها وذهب من طريق بعقوبة فاقتفى بعض الرجال أثره وألقي القبض عليه فأمر السلطان بقتله وقتل قوام الدين النجفي وقتل بعض من أوجس منهم خيفة وأعاد الشاه منصور إلى حاكمية تستر كما كان سابقا وقضى السلطان الشتاء في بغداد وفي موسم الربيع من سنة ٧٨٥ ه نصب الخواجة يحيى السمناني حاكما على بغداد وعاد هو إلى تبريز (٢) ...
وقد وردت هذه الوقعة في ابن خلدون بما نصه :
«ثم سار أحمد إلى بغداد وقد كان استبدّ بها بعد مهلك الشيخ علي الخواجة عبد الملك (التمغاتي) من صنائعهم بدعوة أحمد ثم قام الأمير عادل في السلطانية بدعوة أبي يزيد (أخي السلطان أحمد) وبعث إلى بغداد قائدا اسمه برسق (صحيحه تورسون) ليقيم بها دعوته فأطاعه عبد الملك وأدخله إلى بغداد ثم قتله برسق (تورسون) ثاني يوم دخوله واضطرب البلد شهرا ثم وصل أحمد من توريز (تبريز) وخرج برسق
__________________
(١) حبيب السير.
(٢) حبيب السير ج ٣ ص ٨٤ وروضة الصفا ج ٥ ص ٧٥.