عام ٧٩٥ ه ملتجئا إلى الملك الظاهر أبي سعيد برقوق ..
أما تيمور فإنه سار إلى تبريز فنهبها وأذل أهليها ثم وجه قسما من العسكر نحو (قلعة النجا) كما تقدم .. وسار هو نحو بغداد ..
قال صاحب عجائب المقدور :
ولما استولى السلطان (السلطان أحمد) على ممالك العراق مد يد تعديه .. وشرع يظلم نفسه ورعيته ، ويذهب في الجور والفساد ... بالغ في الفسق والفجور ، فتجاهر بالمعاصي. واتخذ سفك الدماء إلى سلب الأقراض وثلم الأعراض سلما. فقيل إن أهل بغداد مجّوه واستغاثوا بتيمور .. فلم يشعر إلا والتتار قد دهمته .. وذلك يوم السبت (١) (١١ شوال سنة ٧٩٥ ه) فاقتحموا بخيلهم دجلة وقصدوا الأسوار ، ولم يمنعهم ذلك البحر التيار ، ورماهم أهل البلد بالسهام ، وعلم أحمد أنه لا ينجيه إلا الانهزام فخرج فيمن يثق به قاصدا الشام فتبعه من الجغتاي طائفة. فجعل يكر عليهم ويرد عنهم ويفر منهم فيطمعهم وحصل بينهم قتال شديد ، وقتل من الطائفتين عدد عديد ، حتى وصل إلى الحلة فعبر من جسرها .. ثم قطع الجسر ونجا من ورطة الأسر ، واستمرت التتار في عقبه تكاد أنوفها تدخل في ذنبه فوصلوا إلى الجسر ووجدوه مقطوعا فتراموا في الماء وخرجوا من الجانب الآخر ولم يزالوا تابعا ومتبوعا ففاتهم ووصل إلى مشهد الإمام وبينه وبين بغداد ثلاثة أيام.» ا ه.
ولم يوضح وقعة بغداد وإنما اكتفى بما سرده وقال في موطن آخر :
«فوصل تيمور إلى تبريز ونهب بها. ووجه إلى قلعة النجا العساكر ...
__________________
(١) ومثله في تاريخ مرتضى آل نظمي موافقا لما ذكره ابن خلدون وفي هذا مخالفة لما جاء في روضة الصفا وحبيب السير ... وفي كتاب بزم ورزم والظاهر أنهم تابعوا صاحب عجائب المقدور ونقلوا منه ... وذكر الغياثي أن هذه الحادثة وقعت بتاريخ ٧١ شوال يوم السبت من هذه السنة.