وتوجه هو إلى بغداد ونهبها ولم يخربها ولكن سلبها سلبها» ا ه (١).
وفي ابن خلدون جاء عنه بعد عودته من أصل مملكته ما نصه :
«ثم خطا إلى أصبهان وعراق العجم والري وفارس وكرمان فملك جميعها من بني المظفر اليزدي بعد حروب هلك فيها ملوكها وبادت جموعها. وشد أحمد ببغداد عزائمه وجمع عساكره وأخذ في الاستعداد ثم عدل إلى مصانعته ومهاداته فلم يغن ذلك عنه وما زال تيمور يخادعه بالملاطفة والمراسلة إلى أن فتر عزمه وافترقت عساكره فنهض إليه يغذ السير في غفلة منه حتى انتهى إلى دجلة وسبق النذير إلى أحمد فأسرى بغلس ليله وحمل ما أقلته الرواحل من أمواله وذخائره وحرق سفن دجلة ومر بنهر الحلة فقطعه وصبح مشهد علي (رض) ووافى تيمور وعساكره دجلة في ١١ شوال سنة ٧٩٥ ه ولم يجد السفن فاقتحم بعساكره النهر ودخل بغداد واستولى عليها وبعث العساكر في اتباع أحمد فساروا إلى الحلة وقد قطع جسرها فخاضوا النهر عندها وأدركوا أحمد بمشهد علي (رض) واستولوا على أثقاله ورواحله فكر عليهم في جموعه واستماتوا وقتل الأمير الذي في اتباعه ورجع بقية التتر عنهم ونجا أحمد إلى الرحبة من تخوم الشام.» ا ه (٢).
قال في الأنباء وفي هذه السنة (٧٩٥ ه) طلب بغداد وذلك في أواخر شوال فنازلها في ذي القعدة (٣) فلم يلبث صاحبها أحمد أن أخذ خزائنه وحريمه وهرب فبلغ تيمور لنك فأرسل ابنه مرزا في طلبه فأدركه فلما كاد أن يقضي عليه رمى بنفسه في الماء فسبح إلى الجهة الأخرى وسلم هو ومن معه ، وأحيط بأهله وخزائنه وهجم تيمور لنك على بغداد
__________________
(١) عجائب المقدور ص ٤٧ و٤٣.
(٢) «ج ٥ ص ٥٥٥ ابن خلدون».
(٣) في موطن آخر قال : «كان دخول تيمور لنك بغداد في شوال».