فملكها قهرا ثم شن الغارات على بلاد بغداد وما حولها وما داناها وعادوا إلى البصرة والكركر (كذا) (١) والحلة وغيرها وأوسعوا القتل والفتك والسبي والأسر والنهب والتعذيب وفر من نجا من أهل بغداد فوصل الشيخ غياث الدين العادلي إلى حصن كيفا هاربا فأكرمه صاحبها ..
وإنما هرب أحمد بن أويس من بغداد لأنه كان شديد العسف بالرعية ولما قصده تيمور لنك كان إذا أرسل أحدا من الأمراء يكشف خبره يعيد إليه جوابا غير شاف فعميت عليه الأخبار إلى أن دهمه فلم يكن بد من نجاته فخرج من أحد أبواب البلد وفتح أهل البلد الباب الآخر لتيمور لنك فأرسل في طلب أحمد ففات الطلب ودخل الشام وكان تيمور لنك قد غلب قبل ذلك على تبريز وكاتب أحمد أن يذعن له بالطاعة ويخطب باسمه فأجاب لذلك لعلمه أن لا طاقة له بمحاربته فكاتب أهل بغداد تيمور لنك في الوصول إليهم فوصل وكان أحمد أرسل الشيخ نور الدين الخراساني إلى تيمور فأكرمه وقال أنا أتركها لأجلك ورحل ، وكتب الشيخ نور الدين الخراساني يبشره بذلك وسار تيمور لنك من ناحية أخرى فلم يشعر أحمد وهو مطمئن إلا وتيمور قد نزل بغداد في الجانب الغربي فأمر أحمد بقطع الجسر ورحل وهرب أحمد لكن لم يعامل تيمور لنك البغداديين بما كسبوه فإنه سطا عليهم واستصفى أموالهم وهتك عسكره حريمهم وخلا عنها كثير من أهلها وأرسل عسكرا في أثر ابن أويس فأدركوه بالحلة فنهبوا ما معه وسبوا حريمه وهرب هو ووضع السيف بأهل الحلة ليلا ونهبوها وأضرمت فيها النار. ولما وصل أحمد في هزيمته إلى الرحبة أكرمه نعير (أمير آل فضل) وأنزله في بيوته ثم تحول إلى حلب فنزل الميدان وأكرمه نائبها وطالع السلطان بخبره فأذن له في دخول القاهرة ...» ا ه (٢).
__________________
(١) يرى الفاضل مصطفى جواد أن صوابها (كسكر).
(٢) الأنباء ج ١ وفيه تفصيل عن نعير أمير آل فضل وأولاده أبي بكر وعمر وكانوا عصوا على حكومة سورية ثم طلبوا الأمان ...