وفي حبيب السير يوضح أكثر عن تيمور ووصوله إلى بغداد بتفصيل قال :
«إن الأمير تيمور كور كان بعد أن فتح مملكة العجم لم ير قاصدا من سلطان بغداد ، ولا أذعن له بطاعة فكان همّ الأمير تيمور مصروفا إلى فتح عراق العرب. وفي ٢٦ رجب سنة ٧٩٥ ه توجه من أصفهان نحو همذان وبقي فيها بضعة أيام للاستراحة وفوض إدارة أنحاء آذربيجان إلى الشهزادة معز الدين ميرانشاه ويوم الثلاثاء ١٣ شعبان هذه السنة نهض من همذان وفي أوائل رمضان وصل صحراء قولاغي ... وفي يوم الأحد ١٠ رمضان عاد من صحراء قولاغي ووافى آق بولاق وقضى أيام رمضان هناك. وأجرى في غرة شوال مراسيم العيد. وبعد يومين جاءه الشيخ عبد الرحمن الأسفرايني من أعاظم مشائخ العصر (١) وبين له أنه رسول السلطان أحمد الجلايري فعظمه الأمير تيمور واحترمه غاية الاحترام إلا أنه لم يقبل منه الهدايا من جراء أن السلطان أحمد لم يضرب السكة باسمه ولا خطب له. أما الشيخ فإنه نال بشخصه من الأمير تيمور الخلعة وكل توقير ومكانة ... ولم يتوان الأمير تيمور في السير وأعاد الرسول ، وفي يوم الجمعة ١٣ شوال نهض الأمير تيمور من آق بولاق وفي ثلاثة أيام وصل مزار الشيخ يحيى المسمى بقبة إبراهيم وحين عاين أهل القبة غبار العسكر قبل وصولهم إليهم أرسلوا إلى بغداد حمامة بورقة تخبر بمجيء تيمور فلما وصل تيمور القبة سأل منهم هل أرسلتم خبرا قالوا نعم أرسلنا حمامة فطلب منهم حمامة أخرى وأمرهم في الحال أن يكتبوا كتابا آخر يبينون فيه أن الغبار الذي رأيناه كان غبار التراكمة والأحشام الذين هربوا من عسكر تيمور وجاؤوا إلى هذه الأطراف وأرسلوها فلما وصلت الحمامة الأولى إلى بغداد عبر السلطان
__________________
(١) جاء في الأنباء أن رسول السلطان هو الشيخ نور الدين الخراساني كما تقدم.