أحمد إلى الجانب الغربي وعبر جميع أثقاله ويراقه وخيله وعسكره وعياله ولما جاءت الحمامة الأخرى سكن روعه إلا أنه توقف هو وأرسل الأثقال أمامه. أما تيمور فقد سارع في سيره نحو بغداد ... وفي ٢٩ شوال (١) وافى الأمير تيمور بغداد ... أما السلطان أحمد فإنه عبر إلى الجانب الغربي وأغرق السفن ورفع الجسر وفر إلى الحلة وكان عبر جيشه بسفينة (٢) الثقات كما أنه هو عبر بالسفينة الخاصة به المسماة شمس (٣) وحمل ما استطاع حمله من نقود ومجوهرات ونفائس على البغال والإبل ومضى في طريقه بسرعة لا مزيد عليها .. وكان معه جماعة من الأمراء. فتعقب أثره رجال الأمير تيمور ولم يمهلوه في سيره فانقطع جماعة من قومه وترك أثقالا كثيرة. فلم يظفر العدو به ... ا ه ملخصا منه ومن الغياثي ...
وفي روضة الصفا مثله وزاد أنه لم يتعرض جيش الأمير تيمور بالأهلين واستراح هناك مدة .. سوى أنه أخذ منهم (مال الأمان) ولم يقع أي تعد عليهم من الجيش وفيه موافقة لما جاء في عجائب المقدور نوعا ونقل أن المؤرخ نظام الدين (٤) شاهد جيش تيمور في بغداد وبين
__________________
(١) في هذا مخالفة للتواريخ الأخرى وأن حبيب السير وروضة الصفا يكاد ان يتفقان في الموضوع إلا أن في كل منهما تفصيلات ليس في الآخر لمن أراد التوسع.
(٢) هذه تمكن أمراء تيمور من الحصول عليها دون أن يصيبها ضرر وكان ركبها الأمير تيمور كما أن أمير زاده ميرانشاه عبر من دجلة ومضى إلى العقابية.
(٣) جاء في الغياثي : «كان للسلطان أحمد سفينتان إحداهما يقال لها «الشمس» بيضاء ولها ثلاثون مجذافا ، والأخرى يقال لها «القمر» ولها ثمانية وعشرون مجذافا أحمر فرأوا سفينة الشمس سليمة فدخل تيمور فيها وعبر إلى الجانب الغربي ص ١٩١.
(٤) ونظام الدين هذا هو المعروف بنظام الشامي كتب تاريخ تيمور على حدة في ـ كتاب ظفر نامه ـ وكان بأمر من تيمور وفي كتابه هذا أوضح عن قبائل الجغتاي وأحوالهم التاريخية ويحتوي وقائع تيمور إلى سنة ٨٠٦ ه أي قبل وفاته بسنة ، وعلى ما نقل بلوشه أن نسخة من هذا التاريخ في المتحفة البريطانية برقم ٢٩٨٠ ـ إسلامده تاريخ ومؤرخلر ـ.